من هي ميمونة المجنونة ؟ ولماذا قام أحد الصالحين بالبحث عنها ؟

 من هي ميمونة المجنونة ؟ ولماذا قام أحد الصالحين بالبحث عنها ؟

إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

اختص الله سبحانه وتعالى عباده الصالحين والمؤمنين بالرؤيا الصادقة، والدراسات الموضوعية الميدانية صياغة قرآنية وسنية، وقد نهى القرآن عن اتباع الوهم.


وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة " وقال أن صدقها بحسب صدق الرائي لها، " أصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا" ، ومن أصدق من رجل صالح يعيش عابدا لله غير مهتم بأمور الدنيا يسهر ليلة يناجي ربه ويقوم الليل ويخاف أن ينام فتضيع منه ساعات من العبادة، هذا الرجل الصالح.


 سنتناول قصة سيدة شاهدها أحد الصالحين في رؤية فقام من نومه يبحث عنها. قصة حدثت مع أحد الصالحين التابعين وهو ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ خثيم ، والتابعي هو الذي أدرك زمن الصحابة ورآهم ولم يرَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.


 وروى الربيع الاحاديث عن عبد الله بن مسعود ، هذا الرجل الصالح شاهد في أحد الأيام رؤية جعلته يقوم من نومه ويذهب للبحث عن إمرأة تدعى ميمونة، فمن هي؟ وما قصتها؟


من هي ميمونة المجنونة ؟ ولماذا قام أحد الصالحين بالبحث عنها ؟


الربيع بن خثيم يفضل السهر والتعبد عن النوم

 

اللهم تقبل منا أنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم,كان الربيع ﻳﺪﻳﻢ ﺍﻟﺴﻬﺮ للتعبد وقراءة القرآن وقيام الليل، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺍﺑﻨﺘﻪ ذات يوم: ﻳﺎ ﺃﺑت من ﺃﻓﻀﻞ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ؟ 


فقال: ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ صلى الله عليه وسلم ، فقالت: ﺑﺤﺮﻣﺔ سيدنا ﻣﺤﻤﺪ صلى الله عليه وسلم ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺏ ﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻷﺟﻞ ﻣﺎ ﺃﻗﺴﻤﺖ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﻋﻠﻲّ ﺑسيدنا ﻤﺤﻤﺪٍ صلى الله عليه وسلم ﺃﻧﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﻨﺎﻡ. 


ﺮﺃﻯ الربيع ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺃﻣﺔً ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ وتم إخباره بأنها ﺗﻜﻮﻥ زوجته ﻓﻲ ﺍﻟﺠنة ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ بحثا عنها، ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺑﻘﺪﻭﻣﻪ ﺗﻠﻘﻮه ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ، ﻗﺎﻝ: ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ ؟

ﻫﻲ ﺗﺮﻋﻰ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺗﺸﺘﺮﻱ ﺑﺄﺟﺮﺗﻬﺎ ﺗﻤﺮﺍً ﻓﺘﻔﺮّﻗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ، ﻭﺗﺼﻌﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﻟﻬﺎ ﻓﻼ ﺗﺪﻉ ﺃﺣﺪا ﻳﻨﺎﻡ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺼﻴﺎﺡ ، أصابته الدهشة من حديثهم و ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﻓﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﺣﻬﺎ ؟


 ﻗﺎﻟﻮا: ﺗﻘﻮﻝ: ﻋﺠﺒﺎً ﻟﻠﻤﺤﺐ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﺎﻡ ؟ ﻛﻞ ﻧﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺐ ﺣﺮﺍﻡ ، ففهم على الفور ماذا تقصد ميمونة بكلامها هذا ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ، ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﺍﺭﻱ ﺗﺮﻋﻰ ﺍﻷﻏﻨﺎم. الربيع يلتقي بميمونة.


ذهب الربيع إلي المكان الذي تتواجد فيه ميمونة ﻓﻮﺟﺪﻫﺎ ﻗﺪ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻣﺤﺮﺍﺑﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺼﻠﻲ ﻓﻴﻪ ، ﻭﺭﺃﻯ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﺗﺮﻋﻰ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ: ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻏﺖ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻬﺎ ﻗﻠﺖ: ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ.


 قالت: ﻭ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺎ ﺭﺑيع ﻗﻠﺖ: ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ اﺳﻤﻲ ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺮّﻓﻨﻲ ﺑﺎﺳﻤﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﺃﻧﻲ ﺯﻭﺟﺘﻚ ، ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻏﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺠنة. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ: ﻛﻴﻒ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ﺑﺎﻟﻐﻨﻢ ؟ 


ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻟﻤﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﺣﺒﻪ ﺑﻘﻠﺒﻲ ﻭاﺣﺘﻜﻢ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﺄﺻﻠﺢ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ﻭﺍﻟﻐﻨﻢ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ: ﻳﺎ ﺭﺑﻴﻊ أﺳﻤﻌﻨﻲ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺳﻴﺪﻱ ﻓﻘﺪ ﺍﺷﺘﺎﻗﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺮﺃﺕ: {يا ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺰﻣﻞ. ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:

ﺇﻥ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺃﻧﻜﺎﻻً ﻭﺟﺤﻴﻤﺎ* ﻭﻃﻌﺎﻣﺎً ﺫﺍ ﻏﺼﺔ ﻭﻋﺬﺍﺑﺎً ﺃﻟﻴﻤﺎ ) ﻓﺼﺮﺧﺖ ﺻﺮﺧﺔً ﻭﺧﺮﺕ ﻣﻴﺘﺔ ﻓﺘﺤﻴّﺮﺕٌ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻫﺎ ؛ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺟﻤﺎﻋﺔً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻧﺤﻦ ﻧﻐّﺴﻠﻬﺎ ﻭﻧﺠﻬّﺰﻫﺎ ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻋﺮﻓﺘﻦ ﺑﻤﻮﺗﻬﺎ ؟ ﻗﻠﻦ: ﻛﻨﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﺩﻋﺎﺋﻬﺎ 


ﻭﻫﻲ تقول: ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﻤﺘﻨﻲ ﺇﻻ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ، فلما ﺳﻤﻌنا ﺑﺤﻀﻮﺭﻙ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺃن ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﺩﻋﺎﺀﻫﺎ. وأثناء تغسيلها قامت النسوة اللائي قمن بتغسيلها بترديد شيئا من الشعر الذي كانت تنشده ميمونة


 فقالوا: ﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺳﻬﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺎﻣﻮﺍ. . فإﺫﺍ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﺒﻪ ﺷﻮﻗﺎً ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻢ ﻳﻼﻣﻮﺍ. . ﻭﺧﺮّﺑﻮﺍ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻨﻰ ﻭﻗﺪ ﻋﻤّﺮﻭﺍ. لقد كانت ميمونة عابدة زاهدة في الدنيا وما فيها تنتظر لقاء ربها في شغف وتسهر طوال الليل لمناجاة خالقها، وتقضي نهارها في الصلاة.

 

اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا الحمد لله الذي أعانني على إتمام هذا المقال المحترم الممتع.


إرسال تعليق

أحدث أقدم