البلاء..كيف يرفع البلاء سريعا والشدة لا تدوم

البلاء..كيف يرفع البلاء سريعا والشدة لا تدوم

 يحتوى هذا المقال على الموضوعات الآتية وهى  الدنيا دار ابتلاء,و صور من ابتلاء الله لأنبيائه الكرام,و 
الشدة لا تدوم,و كيف يرفع البلاء سريعا

الدنيا دار ابتلاء والآخرة دار جزاء


اعلم ان هذه الدنيا دار ابتلاء واختبار وإن الدنيا دار ابتلاء وعمل وأنالدنيا امتحان للبشر، يصيب الإنسانَ فيها 
المصائبُ والأمراضُ وما يكدر خاطره، وكل ذلك بتقدير الحكيم العليم، وهذه المصائب والشدائد في الغالب سببها 
الذنوب، فهي إما لتكفير سيئات العبد، وإما أن تكون رفعا لدرجاته ومكانته عند رب العالمين كما هو الحال مع 
أنبياء الله تعالى، يقول النبي  صلى الله عليه و سلم  : ((أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن 
كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة)).


فهذا الحديث ( عباد الله) أوضح دليل على أن الابتلاء هو حقيقة علامة محبة الله تعالى لعبده، فإن كان العبد 
صالحا كان ذلك رفعا لدرجاته، وإن كان عاصيا كان الابتلاء نذيرا له كي يعود إلى رشده، فإن لم يتب ويقلع عن 
ذنوبه كان البلاء عقوبة من ربه، يقول نبينا صلى الله عليه و سلم  : ((إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله 
إذا أحب قوما ابتلاهم)).

 صور من ابتلاء الانبياء والصالحين 


فابتلاء الله للمؤمن تكفيرٌ لسيئاته كي يقدم على الله ولا ذنب عليه، فهذا نبي الله آدم يبتليه الله تعالى بالأكل من 
الشجرة فيُحرم من البقاء في الجنة. وهذا نبي الله نوح عليه السلام يكاد يحترق فؤاده على ابنه الذي أبى أن 
يركب معه السفينة، فكان من المغرقين ومع الكافرين. وهذا نبي الله موسى عليه السلام يدافع عن رجل من 
شيعته فيُقتل المعتدي على يده ويكون سببا لغربته عشر سنوات في بلاد غريبة عنه.

ونبي الله يوسف عليه السلام يُبتلى في عرضه ويُراود عن شرفه فيأبى أن يستجيب لدعاء الرذيلة، فيُمضي أحلى 
سني عمره في السجن. ونبي الله إبراهيم عليه السلام يرزقه الله بغلام على كِبَرٍ وقد يئس من حصوله على 
الذرية، فلما بلغ معه السعي وأصبح قادرا على المشي معه وإعانته على العمل، لما أصبح قرة عين تُعد له 
الخطط وتُعقد عليه الآمال أتاه الأمر من الكبير المتعال أن اذبح ابنك ذبحا، فصلى الله على نبينا إبراهيم، لم 
يجزع ولم يراجع ربه في الأمر بل صمد للاختبار، وأذعن لأمر العزيز الجبار، فكان أن فرج الله كربته وفداه 
بذبح عظيم.

وفي هذا الفيديو سنعرض نماذج  من البلاء

الشدة لا تدوم


عباد الله، إن المتدبر لآيات الكتاب المبين وسنة سيد المرسلين وقصص السابقين ليجد جليا أن الشدة لا تدوم، ولا 
بد أن يعقب الإعصار سلام وهدوء، يقول تعالى:  (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا  إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) [الشرح: 5، 6]، 
ويقول تعالى: ( سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ) [الطلاق: 7].


لقد أسلم الصحابة الأوائل في مكة، فخسروا بإسلامهم ثرواتهم وقبائلهم وقرابتهم وأصبحوا منبوذين، ولقد سامهم 
المشركون سوء العذاب مع أنهم على الحق المبين، وكان آخر ذلك حصارهم للمسلمين في شعب بني هاشم، لم 
يحاصروهم يومًا أو أسبوعًا أو شهرًا، لقد حاصروهم ثلاث سنين كاملة، يمنعون عنهم الطعام والمعونة، حتى إن 
الصحابة كانوا يأكلون أوراق الشجر من الجوع، يخبرنا سعد بن أبي وقاص عن أحوالهم العصيبة يومئذ أنه ذهب 
يبول مرة فسمع قعقعة تحت بوله، فإذا هو بقطعة جلد بعير، فأخذها ونفض عنها التراب وغسلها ثم أحرقا وسفها 
فتقوى بها ثلاثة أيام. ثم أعقب الله الشدة بفرج، إذ أصبح سعد أحدَ أثرياء المدينة.

ويكفينا في ذلك أن نبينا  صلى الله عليه و سلم ابتلاه الله تعالى بشتى أنواع الابتلاءات، فمن اضطهاد المشركين 
له ولأتباعه وقتلهم لعمه حمزة، إلى أذية المنافقين وقذفهم أحب الناس إليه بالزنا، ومع ذلك فقد صبر لأمر الله 
تعالى، فكان عاقبة صبره أنه ما مات إلا وقد دانت له العرب كلها، وما عند الله خير وأبقى.
  

كيف يرفع البلاء سريعا


وإن من أهم أسباب تفريج الكرب وزوال الشدة أن يكون العبد قبل وقوع الضائقة من الصالحين، وذلك لقول 
النبي  : ((تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة))؛ لذا جاء في التفسير أن الملائكة سمعت صوتا في جوف 
الحوت، فسألت عنه ربنا، فقال لهم: إنه يونس، فقالوا: العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة 
عمل صالح؟ فقال: نعم، فشفعوا له فأنجاه الله من الحوت. ومثل ذلك أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم 
الصخرة، فتوسل كل واحد منهم إلى الله تعالى بأرجى عمل عمله، ففرج الله كربتهم وأخرجهم من الكهف. 

فالأعمال الصالحة في أوقات الرخاء والعافية .
ومن أهم الأسباب في رفع البلاء، لذا ينبغي على كل منا أن يسأل نفسه: هل له من الأعمال الصالحة ما يفرج 
الله بها عنه كرب الدنيا؟ 
إن ابتلاءات الله تعالى من النعم على العباد؛ لأنها تعيد العبد الآبق إلى سيده، وتوقظ الغافل من غفلته، ولا يعني 
هذا أبدا أن يتمنى العبد البلاء، فقد قال النبي  صلى الله عليه و سلم  : ((سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدا لم يُعط بعد اليقين خيرا من 
العافية)).

ولكن إذا حصل البلاء ووقع الكرب فإن على العبد أن يصبر ويحتسب وأن لا يجزع، يقول النبي صلى الله عليه و سلم   : ((ألا أخبركم  بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من أمر الدنيا دعا به ففُرِّج عنه؟ دعاء ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك 
إني كنت من الظالمين)).

فيا من ابتلاه الله بمرض أو بدين أو بمصيبة، يا من ابتلاه الله بزوجة سليطة اللسان سيئة الخلق أو ابن عاق 
فاشل أو ابنة سافرة متبرجة، اعلم أن ذلك بسبب ذنوبك، فتب إلى الله وأقلع عنها، فإن اشتدت ظلمة الليل فأبشر 
بالفجر، وإن ضاقت بك الأرض بما رحبت فاعلم أنه لا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه، واربط قلبك بربك ولا 
تربطه بأحد غيره، فقد قال نبينا صلى الله عليه و سلم
  عن نبي الله يوسف: ((ولولا الكلمة لما لبث في السجن حيث يبتغي الفرج من عند غير الله عز وجل)).


ختاما

فسارع إلى التحرز من ذلك البلاء بالتعرف إلى الله في الرخاء كي يعرفك في الشدة، بادر بالمحافظة على 
الصلوات الخمس في المسجد وإلى صلة الأرحام وتطهير لسانك من فاحش القول وقلبك من ضغائن الأخلاق، 
تكون بذلك من أولياء الله الصالحين.

إرسال تعليق

أحدث أقدم