العائلات الفرعونية_ من هي العائلات الفرعونية القديمة

العائلات الفرعونية_ من هي العائلات الفرعونية القديمة

العائلات الفرعونية المصرية القديمة ,وجلوس العائلات الطيبة على سرير الملك ,وطيبة والرمسيسيين ,والهيكسوس ( العمالقة) ,والعائلة الثامنة عشرة وحروبها في حوض النيل ,وفتوح الشام وذكر تحوتمس الثالث  ,والعائلة التاسعة عشرة، ومحاربتها مع طوائف الخيثي(الخيثيين)وذكر رمسيس الثاني ,ورمسيس الثالث و انحطاط مصر وهذه العناوين الرئيسية التي سيحتويها المقال أن شاء الله سبحانه و تعالى .

العائلات الفرعونية المصرية القديمة


لمصر أقدم تاريخ عرفه العالم ، وينقسم التاريخ المصري الفرعوني القديم إلي عصرين هما : عصر ما قبل التاريخ والعصر التاريخي الثاني ,و في عصر ما قبل التاريخ بدأ استقرار المصري الأول في وادي النيل ( حوالي 6000 ق.م ) حين عرف الزراعة  و الصناعة ، واستأنس الحيوان ، واستقر في مجتمعات صغيرة متعاونة، فتقدمت حضارته وتكونت في مصر دولتان، الدلتا والصعيد ما لبثا أن اتحدتا سنة 3100 ق.م. تحت سلطة مركزية يرأسها الفرعون وكان ذلك بفضل (مينا) موحد القطرين,وفي العصر التاريخي الثانى عُرفت الكتابة وتبلورت مظاهر الدين والفن  و النحت، وينقسم هذا العصر التاريخي الي 30 أسرة ملكية وثلاث دول ، نعمت مصر خلالها بحكومة مركزية قوية كما مرت بفترات اضمحلال وتفكك و انهزمات مودويه  .

قال الله سبحانه و تعالى فى كتابه الكريم:(48) قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) قَالَ فَمَا بَالُ القُرُونِ الأُولَى (51) قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي ولا يَنسَى (52) طه.

جلوس العائلات الطيبة على سرير الملك


إن السيطرة التي حصلت عليها مدينة هيراكليوبوليس لم تبقَ لها إلا قليلًا من الزمن حكمت فيه العائلتان التاسعة والعاشرة فقد ظهر لها في الجنوب أخصام ذوو بأس  شديد، ولم تكن مدينة طيبة إلى ذلك العهد نالت من الظهور ما يجعل لها حديثًا في التاريخ ولم تنَل الأهمية ورفعة الشأن إلا بعد سقوط المنفيين وخروج الأمر من يدهم. وكانت في أول الأمر تابعة لهيراكليوبوليس ولكنها ما لبثت أن جاهرتها بالعصيان، وأشهرت عليها الحرب العوان، وجالد أمراؤها فراعنة العائلة العاشرة، وفازوا بالظفر والانتصار حتى استبدوا عليهم وانتزعوا الملك من أيديهم في حدود سنة ٣٢٠٠ ق.م.

واعلم أن تولي العائلة العاشرة الطيبية انتهت به تلك الحركة التي ابتدأت في الوجود عقب سقوط العائلة الخامسة، فقد كانت الحياة السياسية في القُطر حالة بأكملها بمصر الوسطى في مبدأ الأمر، ثم انتقلت منها قليلًا قليلًا حتى كأنها صعدت النهر ووقفت في متوسط مجراه برهة من الزمان، ثم بارحت هذا المكان فأخذت مدينة طيبة الرياسة والتصدر بعد مدينة منف، وبقيت على ذلك أكثر من عشرين قرنًا بالتمام.

خلاصة ما يقال في العائلات الطيبة


١-لم تتوجه همة ملوك العائلة الرابعة وهم؛ خيوبس وخفرن وميقرينوس، ولم يمدوا يد اجتهادهم إلى ما هو خارج عن الديار المصرية، ولم يخرجوا من مصر إلا لاحتلال شبه جزيرة الطور؛ حيث أنشئوا فيها مستعمرات وطيدة الدعائم خصصوها لاستخراج المعادن.

٢-وفي داخل القطر كانت السكينة تامة والأمنية عامة، وكان الفراعنة يتفننون بكل ما في وسعهم في تشييد قبورهم؛ وهي أهرام متقاطرة وراء بعضها فيما بين الفيوم والقاهرة على حافة صحراء لوبيا. وأشهر هذه الأهرام هي التي بجوار الجيزة؛ بنى الملك خيوبس أكبرها، والملك خفرن أوسطها، والملك ميقرينوس أصغرها. وقد دار على ألسنة العامة من الأهالي فيما بعد أنها من صنيع ملوك قست قلوبهم، وكانوا من الزنادقة الملاحدة.

٣-لما قامت العائلة الخامسة أخذت منف في السقوط عما كان لها من السيطرة، وازدادت أهمية الولاة الإخاذين في مصر الوسطى ثم جلست على سرير الملك عائلة أصلها من جزيرة أسوان، وهي العائلة  السادسة، وابتدأ أحد ملوكها وهو بيبي الأول في افتتاح النوبة، وظهر على الأمم المتوطنة في شرقي الدلتا وغربيها، وبعده بقليل عاد المجد والعز إلى مدينة منف في أيام العائلتين السابعة والثامنة ثم ما لبثت أن فقدت هذه السيطرة إلى أبد الآبدين.

٤-وجاءت عائلتان من مدينة هيراكليوبوليس وهما التاسعة والعاشرة وجلستا علىسرير الملك، فتمهدت طريقة الانتقال من الدولة القديمة إلى الدولة الوسطى، ثم دبت الحياة السياسية في مصر الجنوبية، واستقرت فيها إدارة البلاد؛ إذ قام ملوك العائلة الحادية عشرة وبعد طول الجلاد استولوا على جميع ما في القطر من البلاد، واتخذوا مدينة طيبة عاصمة لهم، وكان ذلك في حدود سنة ٣٢٠٠ ق.م.

طيبة والرمسيسيين


*ذكر العائلة الثانية عشرة والثالثة عشرة وحدوث المملكة المصرية الكبرى لما تقلد أمراء الجنوب زمام الأحكام وقبضوا على مقاليد الإدارة، ساروا بمصر في وجهة جديدة، واختطوا لها طريقًا لم تكن سارت فيه من ذي قبل، فبقدر ما كان سلفاؤهم المنفيون يجنحون إلى السلم كان هؤلاء الملوك ميالين للقتال مولعين بافتتاح البلدان. ففي أوائل حكمهم؛ أي في الدولة الوسطى كانوا لا يكادون يشنون الغارة إلا على بلاد إتيوبيا وذلك لأن موقع عاصمتهم ومقر حكومتهم هو الذي قضى عليهم بانتهاج هذا المنهج فإنهم لقربهم من تخوم النوبة أكثر من سلفائهم كانوا أشد منهم شعورًا بالحاجة إلى الاستيلاء على الأقاليم التي يرويها النيل الأعلى، ولكن لم يكتفوا مثل بيبي الأول ببعضغزوات كانت نتيجتها وقتية، بل شرعوا في افتتاح البلاد، واحتلالها بكيفية دائمة مستمرة.

*وقد اتسعت مصر في أيام العائلة الثانية عشرة التي حكمت من سنة ٣٢٠٠ إلى سنة ٣٠٠٠ ق.م فإنها أبعدت بحدودها إلى ما وراء الشلال الثاني، فإن ملوك هذه العائلة المعروفين باسم أَمِنْحَعِت، وباسم أوسرتسن قد أسسوا بين أسوان ووادي حلفا مستعمرات مصرية عززوها بقلاع وحصون، كان لها السيطرة والأمر على ملاحة النهر. وأما العائلة الثالثة عشرة فقد تقدمت بالتدريج في فتوحها إلى ما وراء الشلال الرابع، وما زالت آثار ملوكها تشاهَد إلى يومنا هذا في جهات متفرقة قبلي وادي حلفا فإنهم استولوا على تلك البقاع استيلاءً تامٍّا. أما السكان فمنهم من تبدد شملهم، ومنهم من قضى عليه ناموس النسخ والحلول، فتمثلوا بالفاتحين وتشبهوا بهم، فتلاشت لغتهم وكتاباتهم وأخلاقهم وديانتهم وحلت محلها لغة الطيبيين وكتابتهم وأخلاقهم وديانتهم، ثم قسم المصريون البلاد ورتبوها على الأسلوب المتبع في ترتيب الكور (الأقسام) التي بشمالي أسوان.

*وبهذا تم للعائلتين الأوليين الطيبيتين توسيع دائرة مصر، فبعد أن كانت تنتهي عند الشلال الأول صارت مملكة كبيرة بعيدة الأطراف؛ بما ضموه إلى جنوبها من أقاليم أفريقية، فإن استمرارهم على القتال مع قبائل قليلة عاجزة عن المقاومة ما كان يحوجهم إلى كبير قوة؛ فلم يكونوا يخشون من هذه الحروب أن تجر وراءها الفقر في القطر المصري أو الضعف في سكانه. وقد نالت مصر على يد الدولة الوسطى من الرفاهية والهدو ما استمر فيها نحو خمسة قرون على الأقل.

*وكانت طيبة واقعة على منتصف المسافة الطويلة التي بين الشلال الرابع وبين البحر الأبيض المتوسط؛ ولهذا كانت هي التي يصح بل يتعين أن تكون عاصمة للملكة المصرية المستحدثة، وما كان لها أن تخشى من الأقسام النوبية انشقاقًا عليها أو خروجًا عن طاعتها، فإنها كانت حديثة عهد بالتأسيس بحيث لا تتعلق آمالها بالاستقلال عنها. أما مدائن الدلتا فما كان يتسنى لها أن تنسى مجدها القديم وعزها الفائت، بل قد اغتنمت إحداها وهي مدينة اكسويس فرصة الثورات والفتن التي ظهرت في أواخر العائلة الثالثة عشرة، فجعلت أمراءها ملوكًا على مصر وأعادت النفوذ والسلطان لأهالي الدلتا.

الهيكسوس ( العمالقة)


وهم الملوك الخارجين من هذه المدينة لم يقدروا على صد غارات الأغراب، قال مانيثون:تولانا ملك اسمه تيماوس، وما أدري لماذا أرسل لله علينا في عهده ريحًا عاكسنا بها، فقدم على بلادنا أناس من المشرق محتقرون مهينون، فأغاروا عليها وأخضعوها بسهولة فإن الأعراب. ومن غير قتال، وهذا أمر بعيد الاحتمال ولم يكن في حسبان إنسان انقضوا على الدلتا وانتشروا في أنحائها انتشار الجراد، وما لبث أولئك الرعاة أن اختاروا سلاطين أحد رؤسائهم فولُّوه ملكًا عليهم، وألزموا جميع الأمراء الوطنيين الاعتراف به والخضوع لسلطانهوكان ذلك فيما بين سنة ٢٣٠٠ وسنة ٢٢٠٠ ق.م.

حكم الهيكسوس


 وقد استمرحكم الهيكسوس الملوك الرعاةستة قرون، وبقيت هذه العشائر وهي متحصنة في معسكر أواريس على حالتها من الخشونة والفظاظة، ولكن ملوكهم ما لبثوا أن رقوا في سلم المدنية ومعراج الحضارة حتى صاروا يشبهون الفراعنة تمام المشابهة، فشادوا المعابد والهياكل، وأقاموا التماثيل والأنصاب، واتخذوا اللسان المصري لغة رسمية لهم، ونشأ منهم عائلتان(الخامسة عشرة والسادسة عشرة) ,ومعترف بهما من الجميع، ثم قام ولاة الأقاليم القبلية ورجعوا إلى استقلالهم، وساعدهم على ذلك بعدهم عن الدلتا، ثم مالؤا ملوك طيبة على الملوك المتناسلين من الأغراب فظهرت العائلة السابعة عشرة واستمرت مدة قرن ونصف وهي تحاول استرجاع الفيوم والدلتا، وقد استولى ،( الطيبية) الملك أموسيس أول فراعنة العائلة الثامنة عشرة على معسكر أواريس، وطرد من بقي من الرعاة العمالقة إلى بلاد الشام وذلك فيما بين سنتي ١٧٠٠ و ١٦٥٠ قبل الميلاد، وحينئذ صارت طيبة مرة ثانية عاصمة للديار المصرية.

العائلة الثامنة عشرة وحروبها في حوض النيل


كانت مدة الحكم الثاني في مدينة طيبة شبيهة بمدة الحكم الأول؛ من حيث نوال الفخار بالفوز والانتصار في الوقائع الحربية والأعمال العسكرية، ولكن ملوك هذه العائلة لم يقصدوا فتح الأقاليم التي غزاها أمراء طيبة قبلهم؛ لأن النوبة ما زالت مصرية في أيام الرعاة، وقد أعاد لها ملوك طيبة رفاهيتها القديمة من غير عناء.

وإنما استمروا فيالاستعمار إلى أن بلغوا ضواحي بربر وفيما وراءها لم يكن لهم إلا أمراء تابعون لهم أو متحالفون معهم، وكانوا يرسلون السرايا عن طريق النيل حينًا فحينًا إلى واحات دارفور أو إلى سهول سنار، فيحرقون القرى ويسلبون المواشي ويسبون كل من تصل إليه أيديهم من السكان، ثم يعودون إلى بلادهم من غير أن يتركوا خلفهم مستعمرات ولا حامية من الجنود. وقد تقدموا في غاراتهم حتى بلغوا سفح جبال الحبشة، ولكنهم لم يخاطروا بأنفسهم في الدخول إليها، ومن جهة أخرى كانوا يرسلون أسطولهم أحيانًا في البحر الأحمر إلى بلاد بونيت .

السومالي واليمن لجلب عود الند والأعطار وسن الفيل والأخشاب النفيسة الثمينة ولإخضاع قبائل السواحل وجعلها تحت سيادة مصر، ولو في ولعل لفظة البن عند العرب مشتقة من هذا الاسم القديم.الظاهر، وما كان الأسطول يصادف في هذه الجهات أمة متمدنة تقاومه مقاومة صادقة حقيقية.

فتوح الشام وذكر تحوتمس الثالث


بل وجهوا وجهة جلادهم إلى بلاد الشام فجعلوها ميدانًا للقتال والنزال، ولم تكن هذه الأقطار مجهولة قبل العائلة الثامنة عشرة، ولكن الفراعنة ما كانوا اقتربوا منها قط فإن أموسيس اقتفى فيها أثر من بقي من الرعاة، وجابها تحوتمس الأول إلى أن بلغ الفرات فقد أخضعها بتمامه في نواحي سنة ١٥٨٠ ق.م، وأما تحوتمس الثالث وذلك فيما بين سنتي ١٥٦٠ و ١٥٣٠ ق.م.

وكان الكنعانيون متوطنين في جنوبها وفي وسطها، والفلسطينيون على شطوطها، وأما شمالها فكان يعمره طوائف الخيثي (الخيثيين) وقبائل بعضها سامي الأصل، يطلق عليه المصريون اسم جنس مخصوصوهو رُوتِنُّو. وكان نفوذ بابل راجحًا في هذه الأقطار حتى أشبهت أخلاق أهاليها وديانتهم أخلاق البابليين وديانتهم، وصارت اللغة البابلية متفاهمة في جميع أنحائها، والكتابة البابلية شائعة الاستعمال عندهم، فلما ظهر المصريون فيما بين أمم يعادلونهم في الحضارة والانتظام لم يختلج بنفوسهم إنشاء المستعمرات في أرضهم، ولم يروا وجهًا لتمثيلهم بهم، كما فعلوا مع أهالي النوبة، بل تركوا لهم شرائعهم ونظاماتهم، وأقروا العائلات الحاكمة منهم فيهم، واكتفوا بضرب الجزية السنوية عليهم، وبالتجنيد منهم أحيانًا، ثم احتلوا قليلًا من الحصون والقلاع مثل غزة ومجدو 3 لأنها كانت كمعالم تهتدي بها الجيوش المصرية في سلوكها، وكانوا يرسلون إلى المدائن في كل عام رسلًا من قبل الملك يأخذون الإتاوة، ويسوون ما يقع من الخلاف والنزاع بين الفرعون والأمير التابع له.

وكانت الرابطة التي تجمع بين أجزاء هذه المملكة غير وثيقة، فكان يتكرر انقطاعها ويتوالى فصمها؛ بسبب امتناع بعض الأمراء عن دفع الأموال في أكثر الأحيان، أو بظهور الفتنة في بعض المدائن، أو في جميعها، وكان الفرعون وأعوانه دائمًا يتوصلون إلى استئصال شأفة الثورة وقمع الخوارج وإعادة السكينة على قدر ما يصلون إليه، واستمرت سلطة الدولة المصرية على هذا المنوال من غير أن تكون وطيدة الأركان، ومن غير أن يعتريها تأثير عظيم من الاضمحلال مدة قرن من الزمان؛ أي من عهد تحوتمس الثالث إلى أيام أمينوتيس الرابع، بل إن نفس ملوك الآشوريين والكلدانيين اعترفوا بهذه السيطرة للدولة المصرية، ورأوا من الحزم والحكمة تحسين صلاتهم مع جيرانهم المصريين ذوي الاقتدار والبطش المبين.

العائلة التاسعة عشرة، ومحاربتها مع طوائف الخيثي(الخيثيين)وذكر رمسيس الثاني


وقد أخذ نجم مصرفي الأفول، وازدهارها في الذبول، فتلاشى سلطانها في عهد أمينوتيس الرابع في حدود سنة ١٤٣٠ ق.م. وقد اتسع نطاق طيبة تخت مصر مما غنمته من الفتوحات والانتصارات، وزادت ثروة معبودها آمون زيادة تفوق الحد؛ بما جيء به إليه  من أسلاب الأمم المغلوبة، حتى لقد عظم هيكله بمدينة الكرنك، واتسع فصار كأنه مدينة من المدائن. وكانت الأوقاف تتواتر عليه، والهدايا تتوارد إليه، حتى إن أملاكه ملأت وادي النيل، وامتدت إلى آسيا، وصار لكبار كهنته في الدولة نفوذ تام، وسلطان عام، وكلمة عالية، ومكانة سامية، واستفحل الأمر حتى خشي الفرعون نفسه بأسهم، وداخلته الريبة منهم.

وقد كان أمينوتيس الثالث حاول معاكسة نفوذهم، فسعى في المساعدة على عبادة الشمس إله هليوبوليس، فلما خلفه ابنه أمينوتيس الرابع رأى من نفسه الاقتدار على إعدام هذا النفوذ، وملاشاته من الوجود، فنقل كرسي مملكته إلى مدينة أحدثها في مصرالوسطى، وجعلها تحت حماية الإله أتُنُو؛ أي قرصالشمس. ومنهذا العهد صار هذا الإله معبود العائلة الملوكية، وقد حاول خلفاؤه من بعده أن يتمموا عمله، ولكنهم أخفقوا سعيًا لما صادفوه من معارضة الأمة والأشراف، فعادت طيبة إلى مكانتها، وصارت تختًا للمملكة، كما كانت، ورجع آمون إلى مقامه مقام حامي مصر وراعيها وجاء ملك متمسك بسنة الديانة الأصلية، واسمه هرمايس، فأسس عائلة جديدة هي التاسعة عشرة.

وإن الفتن التي ثارت في مصر بسبب مطالب ودعوة هؤلاء الملوك المنشقين عن الدين كانت فرصة لولاة الشام التابعين لهم، انتهزوها في القيام عليهم والخروج عن طاعتهم وفيما كانت مصر تتضعضع أركانها بالحروب الداخلية؛ جمع أحد رؤساء الخيثي)الخيثيين( قبائل أمته في قبضة يده واستولى على كركيش وأسس دولة دخلت فيها كيلكيا والجهات المجاورة لها من آسيا الصغرى من جهة، واشتملت من الجهة الأخرى على حوض نهر العاصي .

 ولم ينجح الملكان الأولان من العائلة التاسعة عشرة، في تقويض دعائم دولته، وملاشاة - وهما رمسيس الأول، وسيتي الأول سلطنته؛ بل إن رمسيس الثاني المعروف عند اليونان باسم سيزوستريس بعد أن قاتله نحو عشرين سنة اضطر إلى الرضىبما وقع، وبمعاملة ختسارو أمير الخيثي(الخيثيين)ومن ذلك العهد لم يبقَ حكم مصر وطيدًا إلا معاملة الأكفاء والأقران .في فينيقية، وسورية الجنوبية، وأما شمال الشام، فقامت فيه دولة مستقلة فاصلة بين مصروآشوروكان ذلك في حدود سنة ١٣٥٠ ق.م.

رمسيس الثالث و انحطاط مصر


وقد ظهر الانحطاط بأكثر من ذلك في القرن التالي، فإن أمم الأرخبيل وسواحل آسيا تواطئوا مع اللوبيين « أمم البحر » الصغرى أو إغريقية )أي بلاد اليونان)المعبَّر عنهم بفشنوا الغارة جميعًا على الوجه  البحري في عهد منفتاح بن رمسيس الثاني، فهزمهم وردهم على أعقابهم خاسرين.

ولكنهم عاودوا الكرة في أيام خلفائه، وساعدهم على نجاح مشروعهم ما حصل من ثورة ولاة الكور، فخلعوا الفرعون من الملك واستبدلوه بصعلوك أفَّاق مِقحام من أبناء الشام، وبقي على رأس الدولة بضعة أعوام، حتى جاء رجل من سلالة الأسرة القديمة الشمسية، وهو رمسيس الثالث، فأعاد مصر كلها تحت سلطان العائلة المتممة للعشرين، وهزم أمم البحر وكسر جنود اللوبيين وافتتح سورية الجنوبية ثانيًا في حدود سنة ١٢٥٠ ق.م . وقد تلقب الملوك الذين خلفوه باسم رمسيس، وحافظوا مدة قرن أيضًا على بضع مدائن في أرض الفلسطينيين وعلى سيادتهم على جزء من البلاد المجاورة لها من سنة ١٢٠٠ إلى سنة ١١٠٠ ق.م.

مواضيع قد تهمك

المراجع

ختاما
رحمني الله وإياكم , أن الله جل جلاله أمرنا أن نصلي على نبيه فقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
وفي هذا المقال قمنا بالتعرف على العائلات الفرعونية المصرية القديمة ,وجلوس العائلات الطيبة على سرير الملك ,وطيبة والرمسيسيين ,والهيكسوس ( العمالقة) ,والعائلة الثامنة عشرة وحروبها في حوض النيل ,وفتوح الشام وذكر تحوتمس الثالث  ,والعائلة التاسعة عشرة، ومحاربتها مع طوائف الخيثي(الخيثيين)وذكر رمسيس الثاني ,ورمسيس الثالث و انحطاط مصر, كل هذة المواضيع محتوى المقال الممتع لمعرفة علاقة الشعب مع  الملوك المصرية القديمة و عائلاتهم,وأخيرا . اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد...




إرسال تعليق

أحدث أقدم