الحضارة المصرية القديمة- تقرير عن الحضارة الفرعونية و من هم الفراعنة


الحضارة المصرية القديمة- تقرير عن الحضارة الفرعونية و من هم الفراعنة



أهم أسرار الفراعنة ,ومن هم الفراعنة القدماء ,ومصر الأولى والكلام على مينيس ,و تاريخ الفراعنة من البداية ,وتاريخ الفراعنة الحقيقي ,و الثلاث عائلات المنفية الأولى ,وحقيقة التاريخ الفرعوني القديم ,والكلام على منف والدولة القديمة ,و أخيرا بحث عن الأهرامات كل هذا سنكتب عنه ان شاء الله عز وجل .

بحث عن الحضارة المصرية القديمة


مصرالفرعونية  القديمة هي حضارة قديمة في الشمال الشرقي لأفريقيا وقد تركزت حضارة القدماء المصريين على ضفاف نهر النيل في ما يعرف الآن بجمهورية مصر العربية. بدأت الحضارة المصرية في حوالي العام 3150 ق.م، عندما وحد الملك مينا (نارمر) جنوب وشمال مصر معا، وتطورت بعد ذلك على مدى الثلاث ألفيات اللاحقة. ضمت تاريخياً سلسلة من الممالك المستقرة سياسياً، تخللتها فترات عدم استقرار نسبي تسمى الفترات المتوسطة. بلغت مصر القديمة ذروة حضارتها في عصر الدولة الحديثة، وبعد ذلك دخلت البلاد في فترة انحدار بطئ. هوجمت مصر في تلك الفترة من قبل العديد من القوى الأجنبية، وانتهى حكم الفراعنة رسمياً حين غزت الإمبراطورية الرومانية مصر وجعلتها إحدى مقاطعاتها.

أهم أسرار الفراعنة


وكانت أصول الأشياء وعناصر الموجودات « نو » في الأزل كان الذي هو الشمس، « رع » تسبح في أقصى أعماقه مختلطًا بعضها ببعض، ثم خرج منه وخلق الكون بادئ بدء من غير سماء، فأوجد الأرض وحدَّها بنباتها وحيوانها وأهلها،وثم حكمها قرونًا طويلة وأجيالًا عديدة إلى أن تآمر عليه الناس في أيام شيخوخته، فذبح فريقًا منهم، وخلق السماء على دعائمها، ثم استقر فيها وهو الذي يتراءى في كل صباح في المشرق؛ ليضيء اليوم الجديد.

فلما كمل العالم بخلق السماء تولى الملك بعده أربعة من أكابر الآلهة، وكان القوم ينسبون إلى الثالث منهم وهو أوسيرس وزوجته إيسس إيجاد جميع الاختراعات، التي جعلت الإنسان قادرًا على احتمال الحياة، فإنه نظم حقوق الملكية ورتب العائلة ووضع الشرائع وعلم النسيج وحراثة القمح والكرم وتربية الماشية، وقد قتله أخوه تيفون وتولى مكانه، ولكن لم تمضِ عليه سنون قليلة حتى هاجمه ابن أخيه حوروس واضطره لأن يتنازل له عن أرض الدلتا، وأن يبقي لنفسه الوادي الكائن فيما بين ضواحي منف ومدينة أسوان، ومن ذلك الوقت لم يبقَ العالم دولة واحدة. ولما انقسمت مصر إلى مملكتين بارحها أولياء تيفون وأشياعه وانتشروا في البلاد المحيطة بها؛ فزنوج كوش في الجنوب، وأهالي آسيا في الشمال، واللوبيون في الغرب، والأعراب من البدو في الشرق.

ثم حكم على مصربعد حوروس عائلتان إلهيتان من طبقة ثانية، وبعد ذلك صعد الآلهة إلى السماء، وقام الناس مقامهم في ولاية الأحكام فجاء مينيس من مدينة ثيتيس، وأسس أول دولة بشرية.

من هم الفراعنة القدماء


تلك هي الروايات التي تناقلتها ألسنة الأهالي، ولا يبعد أن يكون المصريون جاءوامنآسيا عنطريق برزخ السويس، والظاهر أن الأماكن التي استوطنوها أولًا كانت في الدلتا،فإن رواياتهم ونُقولهم تدور مواضيعها كلها على مدائن الدلتا فيما يتعلق بآلهتهم الذين « نيث » و « إيسس » و « أوسيرس » و « رع » يبالغون في إعظامهم وإجلالهم؛ أي مبالغة مثلكما أن قواعد العقائد قد وضعت في مدينة هليوبوليس  التي يزعم مؤرخوهم أنها كانت مقرٍّا للدول الإلهية.

وكانت الدلتا في ذاك العهد عبارة عن بطيحة فسيحة، تتخللها جزائر رملية وتغشاها آجام وغياض تجري خلالها فروع النيل متنقلة على الدوام من مكان إلى مكان، ولم يكن الوادي إلى حدود الشلال الأول مرتبًا ترتيبًا طبيعيٍّا أحسن من الدلتا فإن الصحراء كانت تنهال رمالها؛ حيث لا يجيء الفيضان من نفسه؛ فيغمر الأرض ويحييها. وأينما وصلت مياه الفيضان فلكونها لم تكن مدبرة على يد الإنسان كانت تسيل بسرعة شديدة لا يتأتى معها إخصاب الأرض، أو ترسب عليها مدة طويلة؛ حتى إنها بعد جريانها فيها تتركها ذات وحل متراكم تنبعث منه الأوبئة وأنواع الطاعون.

وقد تغلب المصريون على طبيعة الأرض بالصبر والمواظبة؛ فاتخذوا للنيل جسورًا تحفظ مياهه، وجففوا الأرض، وشقوا فيها الترع والخلجان؛ وهي التي ما زال حفظ ثروة البلاد متوقفًا عليها إلى يومنا هذا، وأسسوا في هذا العهد القديم معظم مدائنهم مثل؛ (تنيس وبوباسطة، وبوتو، وكوئيس، ومنديس، وبسايس، وهليوبوليس، وهيراكليوبوليس، وسيوط، وخميس، وثينيس، ودندرة، وطيوة، وهرمنتيس)،وكانت كل مدينة منها عاصمة لولاية مخصوصة كانوا يميزونها عن الأخرى بحسب الرمز الخاص بالإله المعبود فيها فيقولون: ولاية الطرفاء، أو الجميزة، أو البقرة، أو الخاطوف (وهو الكُلَّاب) أو ابن آوي أو القنُّومة 2 وقد تجزأت هذه الولايات جملة مرات؛ حتى آل بها الأمر إلى أن صارت في الحقيقة كورًا إدارية، ليس إلا، وكان عدد هذه الكور في العادة أربعة وأربعين، نصفها في الدلتا والنصف الآخر في الوادي، وكان القائم على رأس هذه الولايات زعماء يتولون الحكومة فيها بالوراثة.  وقد حازوا في أيديهم جميع فروع السلطة من ملكية وعسكرية هي عين شمس المعروفة الآن بالمطرية بجوار مصر القاهرة وفيها مسلة قائمة إلى اليوم سمكة توجد بأعلى الصعيد .

مصر الأولى والكلام على مينيس


إحداهما مملكة الوجه البحري في الدلتا، والأخرى مملكة الوجه القبلي في الوادي؛ أي في حدود الفيوم إلى جبل السلسلة ثم إلى الشلال الأول. وفي رواية لا تخلو غالبًا من الصحة التاريخية أن منا أومينيس أحد عرفاء ولاية ثينيس، هو الذي حاز الشرف وأحرز الفَخار بضمه المملكتين إلى بعضهما، وبتشييد دعائم الدولة المصرية عليهما، وكان ذلك في حدود سنة ٥٠٠٠ قبل المسيح.

تاريخ الفراعنة من البداية


كان الملك عند قدماء المصريين بمثابة ملكين اثنين في شخص واحد؛ لأنه كان سيد الوجه وهذا الاسم « فرعون » البحري وسيد الوجه القبلي. وأحَب ألقابه لدى رعيته هو لفظة اللتين يتألف منهما قصره، وكل منهما رمز « بير-عوى » مشتق من اسم دَارَيه الكبيرتين إلى إحدى مملكتيه. وكان من سلالة الآلهة مباشرة، ويدعو نفسه بابن الشمس؛ ولذلك كان له سلطة أحد الآلهة التي ليس لها حد تقف عنده، وكان القوم يقومون له في ظروف كثيرة بالتعظيم والإجلال على وجه هو أشبه بالعبادة منه بالتأدب المعتاد مع الملوك؛ فكانوا يبخرونه بالبخور ويهللون أمامه ويدعونه بدعوات دينية ويسجدون له ويقربون إنه طار ليلحق » القربان إلى صوره وتماثيله ويتقربون إليها بالصلوات.

فإذا مات قالوا وحينئذ يخلفه على سرير الملك أكبر أولاده، ويكون عادة ،( بقرص الشمس الذي هو جده من الذكور، ولكن الإناث كان لهن أيضًا من حقوق الملك ما للذكور من غير فرق)؛ فإذا انقرضت الذكور أو وقعت فتنة فقلبت دولتهم وأنزلتهم عن سرير الملك كان الفرعون الجديد يتزوج بمجرد ولايته بواحدة فأكثر من هذه الأميرات لتأتي بأولاد يكون بهم استمرار جنس الشمس في الوجود؛ ولذلك يؤكد المصريون بأن الذين حكموهم من مبدأ الأمر إنما هم أبناء عائلة واحدة توالت فروعها على عرش المملكة، فتكونت منها عائلات متوالية بمقدار عددهم، على أن المؤرخين منهم لم يتفقوا على عدد هذه العائلات ومدة حكمها وذلك لأن أحد هؤلاء المؤرخين وهو مانيثون 3 من سبنيطوس الذي كان في عصر 3 هو كاهن مصري ألَّف تاريخ مصر القديم من معدنه بأمر بطليموس فيلادلف الثاني وذيَّله بجدول يشتمل على أسماء الملوك.

تاريخ الفراعنة الحقيقي


بطليموس فيلادلف، وقد كتب لليونان تاريخ بلاده؛ قال إن عدد هذه العائلات واحد وثلاثون من عهد مينيس إلى أن افتتحها الإسكندر، وقد اختار الحديثون هذا التقسيم، ولو أنهم لم يقفوا على حقيقة أسبابه إلى الآن. وتمتاز كل عائلة عن الأخرى باسم البلد الذي خرجت منه، ولم تكن هذه العائلات سواء في الشوكة والاقتدار، ولكن المصريين كانوا يعتبرونهن كلهن متناسلات من الشمس تناسلًا شرعيٍّا صحيحًا. وهذه العائلات تنقسم بالطبع إلى ثلاث طوائف تختلف مدة حكم كل منها عن الأخرى:

* فأقدمها وهي العائلة الأولى فالثانية إلى العاشرة قد حكمت في أيام كان مستقر الحياة السياسية والدينية فيها بالجزء من مصرالكائن في مدخل وادي النيل، وهذه هي الدولة القديمة أو العصرالمنفي.

*) وأما العشر عائلات التي جاءت بعدها فقد رفعت شأن الصعيد وأعلنت مكانته ( على الوجه البحري، فسمي عصرها بالعصر الطيبي، وقد أغارت الرعاة وهم العمالقة العائلتان على أرض مصرفي وسط ذلك العصر، فانقسمت الدولة إلى دولتين؛ وهما الدولة المتوسطة من العائلة العاشرة إلى العائلة الرابعة عشرة، والدولة الأخيرة من العائلة السابعة عشرة إلى العائلة المتممة للعشرين.

*) ومن ابتداء العائلة الواحدة والعشرين كان لمدائن الدلتا الشأن والسيطرة على ( بلاد الصعيد، وكانت هي مقر الحكومة وفيها تصاريف السياسة في مصر، إلى أن أتاها المقدونيون وهذا هو العصرالذي حكمت فيه العائلة الصاوية.

الثلاث عائلات المنفية الأولى


لا يكاد يكون لدينا تاريخ للعصر المنفي (فيما بين سنة ٥٠٠٠ وسنة ٣٥٠٠ ق.م) وقد جاء في الروايات والنقول أن مينيس نظم مجرى النيل بجسور متينة مكينة فوق رأس الدلتا بقليل، وشيد على هذه الأرض المستحدثة مدينة منف أو منفيس واتخذها مقرٍّا لحكومته، وعاصمة لمملكته، ولم يرِد عن خلفائه إلا أحوال خصوصية وأشياء خوارق للعادات؛ مثل ظهور غرنوق له رأسان، والطاعون الجارف، وقحط توالى سبع سنين، وانفجار هوة عميقة على مقربة من مدينة بوباسطة ابتلعت كثيرًا من الناس. ولذلك لاهل « الأوليين الطيبيتين » يمكن للإنسان إلى اليوم أن يحكم على معظم ملوك العائلتين كان لهم مسمى في عالم الوجود حقيقة أو أنهم من اختراع الوهم والخيال.

على أن الاسفنكس 4 الكبير المعروف بأبي الهول الكائن بجوار أهرام الجيزة، وهو من أغرب الآثار وأعجب الأعمال في العالم بأسره، قد كان تشييده في عهد أولئك الملوك إن ،« الشمس » لم نَقل في أيام الذين سلفوهم، وهذا الاسفنكس الكبير هو رمز تمثيلي للإله وبعبارة أقرب وأولى هو تمثال لوحش هائل مرعب له جسم أسد ورأس إنسان، يزعمون أنه كان موجودًا في الصحراء وقد أرصدوه للإله الشمس، على سبيل الوقف والنذر، وهو منحوت من جلمود أتوا به من أقصى أطراف هضبة لوبيا، وأقاموه بحيث يظهر كأنه يرفع رأسه فوق الوادي كله ليكون أول من يمتع ناظره بالقرص المضيء والسراج المنير.

وقد انهالت عليه الرمال وانتُهك جسمه فلم يبقَ فيه من الأسد إلا هيئته العامة وشكله الإجمالي، ثم جاءه قوم متعصبون للديانة فحطموا أسفل عُمارته 5 ولحيته وأنفه، هذا وإن الطبقة الحمراء التي كانت تخيل الحياة على تقاطيعه قد كادت تكون لا أثر لها، على أن مجموع هذا التمثال يتجلى مع ما أصابه من صروف الزمان ومحن الأيام في جلباب الرفعة، ويتراءى بمظهر القوة والسلطان. لا جرم أن الصانع الذي تصور في مخيلته تصوير هذا التمثال على هذا المنوال، وأفرغه في قالب الكمال وهو يصطنعه فيما بين الجبال؛ لجدير بالمدح والإجلال، فإن عمله هذا يدل على تقدم فائق وحذق غريب.

وقد نشأ التمدن المصري على يد الأجيال المجهولة لنا، التي تعاقبت تحت أقدام هذا التمثال الهائل، وسعت في إنماء حضارتها وترقيتها محصورةً في بلادها لا تتخطاها. ولا بد أن آثار هؤلاء الأقوام موجودة باقية، ولا شك أن الأيام ستكشف لنا مخباها وتوقفنا على مكنوناتها.

حقيقة التاريخ الفرعوني القديم


وأما الآن فنقول إن حقيقة التاريخ لا تبتدئ أمامنا إلا من العائلة الثالثة؛ فإن الملك سنفرو آخر ملوكها هو أول فرعون وقفنا له على أثر صحيح ونبأ صادق، فقد عثرنا على 4 الاسفنكس (واسمه عند قدماء المصريين أرماخيس) هو في خرافات الأغارقة عبارة عن وحش، كان له رأس ونهدان كما في المرأة، وجسم شبيه بجسم الكلب ومخالب أسد وأجنحة نسر، وفي ذنبه سهم حاد. وورد في خرافاتهم أنه كان يعيش في بلاد الصعيد على جبل عالٍ، ويلقي الألغاز على من يمر به من الناس، فمن لم يفسرها افترسه في الحال، فنادى أحد ملوك طيبة بأنه يزوِّج ابنته ويعطي تاجه.

لمن يريح العالم من شر هذا الآفة، فجاء رجل اسمه أديب وحل اللغز، فأهوى الوحش بنفسه من فوق ما هو الحيوان الذي يمشي على » الصخور وتحطم جسمه وخلص الناس من ضرره. وأما اللغز فهو وجوابه هو الإنسان؛ يحبو على قدميه ويديه « أربع في الصباح وعلى اثنين في الظهر وعلى ثلاثة في المساء في الطفولية، ويسعى على رجليه في الشبيبة، ويتوكأ على عصا في الشيخوخة.

العُمارة بالضم هي كل ما يوضع على الرأس لتغطيته، ويقابلها في الفرنساوية لفظة نقوش بارزة على صخرة في أحد وديان الطور يذكر فيها فوزه وانتصاره على المتبربرين,و المستوطنين ببادية العرب ,و سنفرو منتصرًا على أعدائه كما في نقش بارز على أحد جبال الطور .

الكلام على منف والدولة القديمة



العائلة الرابعة وذكر الملك خيوبس وخفرن وميقرينوس والكلام على احتلال المصريين شبه جزيرة الطور الظاهر أن أغلب ملوك العائلة الرابعة المنفية كان لهم حزم ودراية في التدبير، وقد رزقهم لله السعادة في إدارة شئون البلاد؛ نخص بالذكر منهم الملك خيوبس، والملك

خفرن، والملك ميقرينوس، على أنهم لم يوجهوا همتهم واجتهادهم إلى الاشتغال بما هو خارج عن الديار المصرية، بل حصروا أعمالهم فيها. ولما كانت مصر تحف بها البوادي وتحدق بها الصحاري من كل جهة، فليس لها في الحقيقة من جيران. نعم إن اللوبيين القاطنين بالواحات الواقعة غربي النيل والأعراب الذين كانوا يحومون ويتنورون  على قلة عددهم وسوء عددهم في الجهة الشرقية فيما بين النيل والبحر الأحمر كانوا قد يضايقون القطر؛ ولكنهم لم يكونوا بالقوم الذين يخشى بأسهم أو يرهب جانبهم؛ فلذلك كان حسبُ ملوك مصر أن يغزوهم من حين إلى حين؛ لإلقاء الرعب في روعهم ومنعهم عن العدوان، وحفظ الوادي من غاراتهم.

على أن الفراعنة الأقدمين صمموا على الخروج من ديارهم إلى نقطة واحدة أسسوا فيها مستعمرة باقية مستمرة، وهي شبه جزيرة الطور؛ لأنها كانت تحتوي في بعض وديانها المواجهة لمصر على معادن يكثر فيها النحاس والفيروزج، وما لبثت هذه الجهة أن توطنت فيها العمال واشتغلوا باستخراج هذه المعادن مدة أجيال طوال، وقد أقاموا في مواضع مختلفة جسورًا لحبس مياه الأمطار، فكانت منها بحيرات صغيرة أمكن أي يجيئون ويذهبون.

بواسطتها فلاحة بعض الأراضي وتربية قليل من الماشية، وكان البرابرة من أهل الجيزة ينازعون أولئك المستعمرين في امتلاك هذه الواحات الصناعية، وبعد سنفرو قد صد هجماتهم كثير من الفراعنة، ولكن لم يقُم بفكر أحد من هؤلاء الملوك أن يتمم غزوته ويستقص ينصرنه. ولم يكن بين كور آسيا الممتدة خلف الصحراء التي نشأت منها فيما بعد بلاد فلسطين ويهوذا وبين الديار المصرية؛ إلا علاقات تجارية، وكانت القوافل تتردد بانتظام فيما بين أفريقيا وآسيا، وأما الجيوش فلم تسلك هذه الدروب.


بحث عن الأهرامات


كان الأمن والسكينة ضاربين أطنابهما في داخل البلاد المصرية، ويظهر لنا من الأوراق المكتوبة في ذلك العصر أن الفلاحة كانت في غاية الفلاح، وأن الصناعة ارتقت في معاريج النجاح، وهناك مئات من القبور تفصح بلسان الحال عن الدرجة السامية التي بلغها فن العمارة والنقش في ذاك الزمان.

وكان الملوك في ذلك العصر كلفين ببناء القبور العظيمة لأنفسهم مدة حياتهم على شكل هرمي قاعدته رباعية، وقد وقف الباحثون في هذا الزمان على أطلال نحو ستين هرمًا، تتقاطر وراء بعضها في مصر الوسطى من أرباض القاهرة حتى مدخل الفيوم. وأشهرها هي المعروفة بالأهرام الكبرى، وهي قائمة على سفح سلسلة جبال لوبيا إلى االغرب قريبًا من المدينة المستحدثة المعروفة بالجيزة.

وفي كل واحد من هذه الأهرام حجرة واحدة أو أكثر لدفن الموتى، يدخل إليها الإنسان من دهاليز منحدرة منحوتة في نفس البناء وكانوا متى وضعوا موميا 2 الملك أقفلوا الحجرات بصخور من  الصوان، ثم يردمون الجزء من دهليز الدخول القريب من الخارج ردمًا تامٍّا، وبعد ذلك يطلُون جميع سطوح الهرم بطبقة كلسية جميلة بهيجة فيختفي الباب، ولا يبقى له أثر يدل عليه. وارتفاع الهرم الأكبر المعروف عند قدماء هو في أيامنا هذه ١٣٧ مترًا، وكان فيما غبر من الأيام « الباهي » المصريين بما معناه مقبرة للملك خيوبس ولكنه لم يبقَ فيه الآن سوى خابية التابوت من الرخام الأبيض.

والهرم القائم بجانبه هو لخفرن، وأما الهرم الأصغر فبانيه ميقرينوس. وقد دارت على ألسنة العوام منذ الأحقاب الخوالي جملة أساطير وخرافات بشأن خيوبس بدأ بإقفال الهياكل، وتحريم القربان، ثم ألزم » هذه الآثار الثلاثة، فيقال: إن جميع المصريين بالعمل له، فكانوا يؤخذون للسخرة في كل ثلاثة شهور مائة ألف رجل منهم، وأن مدة شقائهم  وبلائهم في بناء الهرم كانت ثلاثين عامًا منها عشر سنين في تمهيد أرضيته، وبناء حجراته التي تحت الأرض، وبناء الجسر الموصل إليه من شاطئ النيل المعد لنقل الأحجار التي بُني منها هذا الهرم ، والعشرون عامًا الأخرى قضوها في بناء الهرم ذاته.

وأن الهرم عليه نقوش تنبئ بمقدار ما صرف في شراء الفجل والبصل وقد بقي هذا الظلم والاستبداد على عهد خفرن، ولم ينقطع .« والثوم لأجل غذاء الشغالة فإنه أعاد فتح الهياكل، وأباح للناس أن ينطلقوا إلى شئونهم، » أثره إلا بتولي ميقرينوس ولعمري إن «. ويتفرغوا لأمورهم الدينية، وحكم بالعدل أكثر من جميع الملوك الآخرين هذا من باب الأقاصيص الملفقة؛ ترويحًا لنفوس السائحين، فإن خيوبس وخفرن هما من أعظم وأكبر ملوك مصر .

الأول :الملوك المنفيون الأخيرون من العائلة الخامسة والسادسة وذكر افتتاح بلاد النوبة لا تختلف عن العائلة الرابعة فيشيء، فإنها تشبهها « المنفية » الظاهر أن العائلة الخامسة في توفر أسباب الثروة واليسار وتوطد دعائم الأمان والنظام والولوع بالترف في العمائر، ولكنها مع ذلك كانت مبدأ لسقوط الدولة المصرية وانحطاطها.

الثاني : الجثة المحنطة المحفوظة من الفساد. وأصل المعنى دواء، وهي كلمة يونانية معناها حافظ الأجسام. وكان مؤسسو الحكومة الملوكية في مصر لم يخلعوا أمراء الولايات (الكور)، بل كان هؤلاء يتعاقبون عليها بطريق الميراث وجعلهم الملوك إخاذيين 3 تابعين لهم، وأبقوا لهم حقوق الإمارة على شرط أن يدفعوا لهم إتاوة معينة، ويمدوهم بالجند في الخدمة العسكرية، وكانت هذه الولاية الأخاذية ما زالت يانعة زاهرة في مدة الأجيال السابقة، فكان للكثير من العشائر التي يتألف منها هؤلاء الأمراء أملاك واسعة و أقطاع فسيحة.

الثالث : الإخاذة أرض يحوزها الرجل لنفسه، وقد اخترناها للتعبير عما هو معروف بالحكومة الالتزامية؛ لأن اللفظة أعرق في العربية وأوفى بالمرام. بحيث إنها في زمن الفتن كان يخشى على العائلة الحاكمة من أن تكون لها خصمًا عنيدًا أسوان » يجب الاحتفاظ منه، ولا نعلم كيف أن إحدى هذه العشائر وأصلها من جزيرة استبدَّت على العائلة المنفية وتناولت دونها الأحكام، ولكنها تعاطت شئون التدبير ومهام الملك؛ بما أوجب لها المهابة والفخار والمعزة والاقتدار (وهي العائلة السادسة).

وأقدم الملوك المصريين الفاتحين الذي وقفنا على حروبه هو الملك الثاني من هذه العائلة المعروف باسم بيبي، فإنه انتصر في وقائعه مع الأقوام المستوطنين شرقي الدلتا وغربيها، وحطم ما كان لهم من أشجار التين، وقطع كرومهم، وأحرق قمحهم، وسبى نساءهم وأولادهم، ثم أخضع كور النوبة وهي ما يلي الشلال الأول جنوبًا، وأدخل أهاليها في سلك الجيوش المصرية.

وبعد ذلك بقرن ونصف عاد الأمر والسلطان إلى العائلات المنفية العائلة السابعة والثامنة ولكن لم يقبِل الدهر على فراعنتها إقباله الأول، فلم ترجع لهم أيام العز القديم، وكانت الولايات الإخاذية التي في مصرالوسطى هي الأكثر شوكة واقتدارًا في هذا العصر، فجاء أسياد هيراكليوبوليس 5 وهم أصحاب الفيوم فقبلوا دولة الفراعنة الشرعية، ولبسوا التاج، واستأثروا بالملك، ومن ذلك العهد لم تخرج من منف عائلة تولت الأحكام في مصر.

الرابع : وتسمى أيضًا جزيرة البربا، وجزيرة الذهب لكثرة التبر النقي في رمالها، ويوجد بها مقياس النيل أي جزيرة الفيل لأن قدماء ؛ المشهور وهي المعروفة عند الفرنج باسم جزيرة الفنتين أي الفيل وكانت سوقًا لمبيع سن الفيل، وكانوا يعتقدون أن النيل ينزل « آب » المصريين كانوا يسمونها من السماء ويتولد في وسط صخور الجنادل والشلالات الكائنة بين هذه الجزيرة وبين جزيرة أخرى وذكرت في كتب العرب المعتبرة باسم جزيرة  تعرف عند اليونان والإفرنج باسم جزيرة فيلة بلاق، وبها الهيكل المشهور المعروف بقصر أنس الوجود. فتنبه للفرق بين الجزيرتين واحتفظ على اسميهما عند العرب.

الخامس :هو القسم المتمم للعشرين من أقسام الصعيد في الزمن القديم، وهذا هو اسمه اليوناني وقاعدته خينتسو؛ أي إهناس المدينة بمديرية بني سويف ؛ ولذلك تسمى هذه العائلات بالإهناسية. وقد  اصطلح المؤلف في الغالب على وضع أسماء الأشخاص والأماكن بحسب المتعارف في اللغة اليونانية، فتنبه!
  
مواضيع قد تهمك
1) الآثار المصرية.
2) حروب الفراعنة.
3) الآلهة المصرية القديمة.

المراجع
1) ويكيبيديا.
2) بوابة الأهرام.
3) ويكي الكتب.

ختاما
رحمني الله وإياكم , أن الله جل جلاله أمرنا أن نصلي على نبيه فقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].  الحمد لله على اتمام هذا المقال عن اعظم و أهم دولة في العالم القديم , واللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد...



إرسال تعليق

أحدث أقدم