اهم مقدمة بحث عن الحروب الصليبية | جدول الحملات الصليبية وما هي أهداف الحروب الصليبية

بحث حول الحروب الصليبية

 

اللهم إنا نسألك نفسًا مطمئنة، تؤمن بلقائك وترضى بقضائك، وتقنع بعطائك، يا أرأف الرائفين، وأرحم الراحمين,اللهم إنا نسألك التوفيق لما تحبه من الأعمال، ونسألك صدق التوكل عليك، وحسن الظن بك يا رب العالمين.


اللهم اجعلنا من عبادك المخبتين، الغر المحجلين الوفد المتقبلين والله أعلم وصلى الله على محمدٍ وآله وصحبه وسلم, من خلال ما يتم ذكره في هذا المدونة المتواضعة ، يتضح مدى أهمية محتوي المدونة، من الموضوعات و المقالات و الخطب و الأحاديث الشريفة و الأدعية التي لها تأثير كبير في حياتنا، لذلك يجب عليك الاهتمام بها و متابعتها حتى نرتقي ونقدم كل ما هو جديد و مختلف أن شاء الله تعالي.


اهم مقدمة بحث عن الحروب الصليبية | جدول الحملات الصليبية وما هي أهداف الحروب الصليبية


انقسام الحكومات الإسلامية

وبسبب الحروب المتواصلة وانقسام الحكومات الإسلامية على بعضها، طمع فيهم الإفرنج، وعقدوا النية على محاربتهم محاربة دينية؛ لاستخلاص مدينة القدس منهم، فأتوا برٍّا إلى القسطنطينية قاعدة مملكة الروم الشرقية واستولوا عليها، ثم عدوا البحر وأتوا إلى بلاد الشام، وانتصروا في طريقهم على الأمير السلجوقي الذي كان مستقلٍّا بقونية وما جاورها.


وفتحوا مدينة إنطاكية في جمادى الأولى سنة ٤٩١ ، ثم دخلوا المعرة، وحمص، ١٥ يوليو سنة  واستولوا أخيرًا على مدينة القدس في ليلة الجمعة ٢٣ شعبان سنة ٤٩٢، وولوا جودفروا الفرنساوي ملكًا عليها، وفي أثناء ذلك كان ملوك آل سلجوق لاهين عن مقاومة الإفرنج بالحروب الداخلية العائلية؛ إذ ثار على باركيارق أخ له اسمه محمد وحاربه وهزمه، فهرب باركيارق إلى خراسان فحاربه أخوه سنجر وهزمه أيضًا، فارتحل عنها قاصدًا جرجان، وكان ذلك في خلال سنتيْ ٤٩٢ و ٤٩٣ .


 ثم في السنة التالية انتصر باركيارق على أخيه محمد في ٣ جمادى الآخرة، فالتجأ محمد إلى أخيه سنجر وحاربا أخاهما باركيارق فهزماه وتبعاه إلى بغداد فدخلاها، وارتحل هو عنها قاصدًا الموصل، والخليفة المستظهر لا هَمَّ له إلا الخطبة لمن ينتصر منهم وقطعها عمن يُغلَب كأن لا ناقة له فيها ولا جمل.


مع أنه لو اجتهد في التأليف بين هؤلاء الإخوة الثلاثة والاتحاد معهم على محاربة الإفرنج المهاجمين لبلادهم لما تمكَّنُوا من امتلاك قدر ذراع منها.وبقي الحال على هذه الحالة بين أولاد ملك شاه، تارة يتحاربون وأخرى يتصالحون، إلى أن مات باركيارق في ٢ ربيع الأوَّل سنة ٤٩٨ ، وقبل وفاته استحلف العسكر لولده ملك شاه الذي كان عمره أربع سنوات وثمانية أشهر، فلم يقبل محمد بن ملك شاه أخو باركيارق بذلك، واتفق مع بعضالقوَّاد فعزلوا ملكشاه بن باركيارق.


وصارت السلطنة لمحمد بن ملك شاه بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق. وفي غضون هذه الحروب الداخلية ملك الإفرنج مدينة سروج من أعمال الجزيرة، وعكا، وقنسرين في سنة ٤٩٤ ، وفتحوا في السنة التالية مدينة طرسوس، وفي سنة ٤٩٦ فتحوا جبيل وغيرها من بلاد الشام لعدم وجود القوى الكافية لمقاومتهم، ثم دخلوا مدينة طرابلس في ١١ ذي الحجة سنة ٥٠٣ ، ومدينة صيدا في سنة ٥٠٤ ، وصالحهم أهل حلب وحماة على مقدار معين من المال.


انهيار الخلافة

وفي ٢٤ ذي الحجة سنة ٥١١ توفي السلطان محمد السلجوقي وعهد بالسلطنة لابنه محمود. وفي ١٦ ربيع الآخر سنة ٥١٢ توفي الخليفة المستظهر، وبويع بعده ابنه أبو منصور فضل، ولقب بالمسترشد بالله، وفي خلافته وقعت عدة حروب بين السلطان محمود السلجوقي وأخيه داود وبعض أعمامه سفكت فيها دماء المسلمين.


وتوطَّدت في أثنائها أقدام الإفرنج في جهات الشام، وأسسوا بها إمارات مسيحية في أورشليم وحمص وإنطاكية وطرابلس، ثم وقع الخلف بين الإفرنج لتباين مقاصدهم واختلاف أجناسهم بين نورمانديين وفرنساويين وألمانيين وإيطاليانيين وإنكليز، فضعفت سطوتهم رغمًا عن توارد الجنود إليهم تقودها سلاطينهم وأعاظم قوَّادهم، ومن جهة أخرى ظهر في هذه الظروف عماد الدين زنكي  صاحب الموصل وأيد شوكته وسطوته في البلاد.


المجاورة له، واستولى على عدَّة إمارات إسلامية، ثم عزم على إخراج الإفرنج من بلاد الشام، فقصد أوَّلًا مدينة حمص وفتحها عَنْوة سنة ٥٣٢ ، واستخلص منهم أغلب بلاد الإسلام،ثم أرسل إلى مصر أحد قوَّاده واسمه أسد الدين شيركوه، بناءً على استنجاد شاور وزير الخليفة العاضد الفاطمي؛ لمساعدته على خصومه الذين كانوا ينازعونه الوزارة، فأتى إليها شيركوه. وبعد أن هزم خصوم شاور قتله في ربيع الآخر سنة ٥٦٤ وتولى هو في الوزارة، ثم مات وتولى يوسف صلاح الدين ابن أخيه نجم الدين أيوب.


وفي ٥ ربيع الآخر سنة ٥٤١ قتل عماد الدين صاحب الموصل، فخلفه سيف الدين غازي إِلى أن توفي في أواخر سنة ٥٤٤ ، فتولى بعده أخوه نور الدين محمود. ولما مات العاضد في ١٠ محرم سنة ٥٦٧ قطع صلاح الدين خطبة الفاطميين وصار هو سلطانًا على مصر، وتلقب بِالملك الناصر وخطب للخليفة العباسي. وبِذلك انتهت دولة الفاطميين بعد أن مكثت ٢٧١ سنة تقريبًا تولى الخلافة في أثنائها أربعة عشر خليفة، وهم:


المهدي، والقائم، والمنصور، والمعز، والعزيز، والحاكم، والظاهر، والمستنصر، والمستعلي، والآمر، والحافظ، والظافر، والفائز، والعاضد. وصارت الخلافة للعباسيين بِدونِ منازع، ولم تفترق الخلافة إِلى الآن، وستبقى كَذَلك بِفضل لله، ولما توفي نور الدين زنكي في ١١ شوَّال سنة ٥٦٩ خلفه صلاح الدين على الشام والجزيرة وجميع البِلاد التي كَانت تَابِعة لنور الدين، واشتغل بمحاربة الإفرنج فانتصر علَيهم في عدَّة مواقع، وأخذ منهم مدينة .( ١٢ أكتوبر سنة ١١٨٧ ) القدس.


ودخلها في ٢٧ رجب سنة ٥٨٣ هذا؛ ولنرجع إِلَى ذكر آل سلجوق فنقول: إن السلطان محمود بن محمد بن ملك شاه توفي في شوال سنة ٥٢٥ ، وعين بعده ابنه محمود فحاربه عمه مسعود، واستمرت الحروب بينهما مدة كَان الفَوز فيها لمسعود؛ فَملك بغداد. وفي ١٧ ذي القعدة سنة ٥٢٩ قتل جماعة من الباطنية الخليفَة المسترشد أثناء محاربة وقعت بينه وبين مسعود السلجوقي المتقدم ذكره.


وبويع بعده أبو جعفر المنصور ولقب بالراشد بالله، ولم يمكث في الخلافة إلا نحو سنة، ثم عزله السلطان مسعود في منتصف ذي القعدة سنة ٥٣٠ ، وبايع مكانه محمد بن المستظهر، ولقبوه المقتفي لأمر لله، وهو الثاني والثلاثون من بني العباس.


صلاح الدين الأيوبي

وفي ٢٥ رمضان سنة ٥٣٢ ، قتل الخليفة الراشد بن المستظهر، 2 وكثرت الفتن والقلاقل في خلافة المقتفي، وتفرَّق مُلْك السلجوقيين، واشتغل أمراؤهم بمحاربة بعضهم، فاستقلَّ الخليفة نوعًا ببغداد والعراق لعدم وجود من يزاحمه من السلجوقيين أو غيرهم،وبقي مرتاح البال بالنسبة لمن سبقه من الخلفاء إلى أن مات في فراشه في ثاني ربيع الأول سنة ٥٥٥ .


وبويع بعده ابنه يوسف ولقب المستنجد بالله، وفي خلافته وخلافة أبيه علا شأن آل زنكي واستخلصوا أغلب البلاد التي ملكها الإفرنج، وأتى صلاح الدين الأيوبي مصر كما مَرَّ وحارب الإفرنج وردهم عن سواحلها، وصار صاحب النفوذ الأوفر فيها.


وفي ٩ ربيع الآخر سنة ٥٦٦ توفي المستنجد وبويع ابنه أبو محمد الحسن، ولقب المستضيء بأمر لله، واشترط عليه عضد الدين أبو الفرج الذي كان أستاذ دار أبيه أن يكون وزيرًا له، وابنه كمال الدين أستاذ داره والأمير قطب الدين أميرًا للعسكر، فقبل المستضيء بذلك ووقع في حجرهم، وفَقَدَ ما كان لأبيه المستنجد وجده المقتفي من بعض الحرية والاستقلال. وفي خلافته انقرضت دولة الفاطميين في مصر بموت العاضد، وخطب للعباسيين بها في ثاني جمعة من محرم سنة ٥٦٧ ؛ أي في ١٤ منه.


واستقل بها صلاح الدين بن أيوب، ولم يترك للعباسيين سوى الخطبة، وفتح شمس الدولة توران شاه بن أيوب أخو صلاح الدين بلادَ اليمن، ولما توفي نور الدين في ١١ شوال سنة ٥٦٩ استولى صلاح الدين على أغلب بلاده وأقطعها لإخوته وأولاد عمومته، وفتح كثيرًا من البلاد التي ملكها الإفرنج حتى لم يبقَ لهم إلا مدينة القدس وبعض قرًى صغيرة.


وفي ٢ ذي القعدة سنة ٥٧٥ توفي الخليفة المستضيء، وبويع ابنه الناصر لدين لله، وفي خلافته استردَّ صلاح الدين الأيوبي أغلب البلاد التي كانت في يد الإفرنج، واستخلص منهم القدس الشريف ١٢ أكتوبر سنة ١١٨٧. واستمر على الفتح ودخله يوم الجمعة ٢٧ رجب سنة ٥٨٣ ، ٣ مارس سنة ١١٩٣  والغزو إلى أن مات بدمشق يوم الأربعاء ٢٦ صفر .


وبموته تفرَّقت أملاكه وانفرط عقد انتظامها واستقل كل من أولاده  وكانوا سبعة عشر بجزء منها؛ فاستقل بمصر الملك العزيز عماد الدين عثمان، واستقلَّ الأفضل نور الدين عليٌّ بدمشق، فضعف حال الإسلام بعد ما بلغه من القوة أيام الناصر صلاح الدين الأيوبي، ثم وقع الخلف بين أولاده، وطمع كل منهم فيما في يد أخيه ولو بالحرب والقتال، فاتحد العزيز صاحب مصر مع عمه العادل صاحب الكرك على محاربة الأفضل صاحب دمشق، فحاربوه وأخرجوه منها، وبقي فيها العادل.


 وعاد العزيز إلى مصر مكتفيًا بالخطبة والسكة، ثم توفي الملك العزيز في محرم سنة ٥٩٥ وخلفه ابنه الملك المنصور،وكان عمره تسع سنين، ولصغر سنه ارتأى أمراء الدولة استدعاء أحد أمراء بني أيوبليكون وزيرًا له، فاختاروا الأفضل الذي كان صاحب دمشق، وكاتبوه فحضر مسرعًا،ثم قصد دمشق للانتقام من عمه الملك العادل، واتحد مع أخيه الظاهر  صاحب حلب على محاربة العادل، فحاصرا دمشق مدة، ثم وقع الخلف بينهما وعاد كل منهما إلى بلاده.


فتبع العادل الأفضل وجيوشه إلى مصروهزمه وأكرهه على الخروج منها، وصار، هو وزيرًا للملك المنصور بن العزيز، ثم غدر بالمنصور وأخرجه من مصر سنة ٥٩٩ واستقل هو بمصر ودمشق وما حولها، وصار له أغلب بلاد أخيه الناصر صلاح الدين، وبقي ملكه في ازدياد وشأنه في ارتقاء إلى أن توفي في ٧ جمادى الآخرة سنة ٦١٥ وعمره خمس وسبعون سنة قضاها في محاربة الإفرنج وصدِّ غاراتهم عن بلاد الإسلام. وخلفه في مصر ابنه الملك الكامل، وفي دمشق الملك المعظم عيسى، وخلَّف من البنين ستة عشر ولدًا غير البنات.


مدينة المنصورة

٣٠ نوفمبر سنة ١٢١٨ ضايق الإفرنج الصليبيون ثغروفي ١٠ رمضان سنة ٦١٥ دمياط وفتحوه عَنوة، وجعلوا الجامع كنيسة، فابتنى الملك الكامل قلعة حصينة بالقرب منها سماها المنصورة وهي مدينة المنصورة مركز مديرية الدقهلية الآن ليراقب حركات الإفرنج ويمنع تقدمهم داخل الديار المصرية، فلم يجسر الصليبيون على مهاجمتها، ولبثوا ينتظرون المدد من بلادهم إلى أن ارتفعت مياه النيل في صيف سنة ٦١٨ فقطع المسلمون جسوره .


وطغى الماء على معسكر الإفرنج، وحال بينهم وبين دمياط قاعدة أعمالهم، وصاروا في ضيق شديد؛ فأخذوا يخابرون الملك الكامل على أن يردوا إليه ثغر دمياط بشرط أن لا يفتك بهم، فقبل الكامل بذلك وسلمت إليه مدينة دمياط في ١٩ رجب سنة ٨ سبتمبر سنة ١٢٢١، وأقيمت شعائر الإسلام في جوامعها كما كانت عليه قبل ٦١٨.


ظهور التتر

وفي أول شوال سنة ٦٢٢ توفي الخليفة الناصر لدين لله، وكانت مدته نحو سبع وأربعين سنة، وكان مستقلٍّا بالعراق صارفًا همته للمحافظة عليه، ولم يحارب الإفرنج أصلًا. وفي مدته ظهر التتر وخرجوا من بلادهم الواقعة غرب بلاد الصين في سنة ٦١٧ هجرية تحت قيادة رئيسهم جنكيز خان، فقصدوا أولًا بلاد خوارزم وفتحوها، وملكوا بخارى وسمرقند وغزنة بعد محاربات عنيفة، ثم سارت فرقة إلى بلاد الروس الشمالية وملكوها، وبقيت في ملكهم إلى أواخر القرن الخامس عشر للميلاد.


ويقال إن الخليفة الناصر هو الذي استدعاهم من بلادهم لمحاربة خوارز مشاه؛ فجرَّ بذلك على الإسلام أجمع من المصائب ما لم يطرأ عليه أبدًا؛ لأنهم كانوا يقتلون المسلمين ويسبُون نساءهم، ويخربون الجوامع، ويحرقون الكتب النفيسة، ويرتكبون أنواع المنكرات جهارًا.


وبعد موت الخليفة الناصر لدين لله بُويِع ابنه أبو النصر محمد ولُقِّب الظاهر بأمر لله، ولم تطل مدته؛ فإنه توفي في ١٤ رجب سنة ٦٢٣ ، وبويع بعد موته ابنه أبو جعفر المنصور ولقب المستنصر بالله. وفي خلافته أخذ أمر الإسلام في الضعف بعد أن بلغ من القوة مبلغًا عظيمًا حتى استخلصوا مدينة القدس من الإفرنج. وسبب هذا الضعف انقسام أولاد صلاح الدين الأيوبي وإخوته ومحاربتهم بعضهم بعضًا طمعًا في امتلاك مدينة أو قرية.


غير ناظرين إلى الأجانب المحتلِّين بعضَ بلاد الشام يتربصون الفرص للانقضاض عليهم واسترجاع مدينة القدس ثانيًا. فلما توفي الملك المعظم بن الملك العادل بن أيوب في ذي القعدة سنة ٦٢٤ صاحب دمشق  وخلفه ابنه الناصر داود.


الملك الكامل

 اتَّحَد الملك الكامل صاحب مصر وأخوه الملك الأشرف على انتزاع دمشق من يد الناصر ابن أخيهما المعظم. وليتمكن الكامل من التفرغ لمحاربة الناصر ويأمن جانب الإفرنج في أثناء محاربته له كاتب الإمبراطور فريدريك إمبراطور الألمان وصاحب صقلية على أن يهادنه ستَّ سنوات ويسلِّمه مدينة القدس وبعض المدن الأخرى بشرط عدم التعرُّض للجامع الأقصى ولا لجميع المسلمين


واتفق مع الإمبراطور على ذلك، وسلمه مدينة القدس في ربيع الآخر سنة ٦٢٦ مارس سنة ١٢٢٩  بدون حرب، مع أن الملك الناصر صلاح الدين بذل النفس والنفيس في استخلاصها منهم سنة ٥٨٣ ، وسلمها هو إليهم غنيمة باردة ليحارب ابن أخيه وينتزع بعض بلاده منه.


وبعد أن تم تسليم القدس إلى الإفرنج بهذه الكيفية التي تُلحِق العار بالملك الكامل مدى الدهر وتسوِّد صحائف تاريخه، جمع جيوشه حول مدينة دمشق واستولى عليها في جمادى الأولى؛ فتمَّت له أمنيته ونال بغيته بعد أن ضحى البلاد التي صرف صلاح الدين عمره في استخلاصها من يد الإفرنج. فانظر أيها القارئ نتيجة الانقسام أمام العدو ونبذ الاتحاد والتضافر ظهريٍّا! ثم قضى الملك الكامل بقية عمره في محاربة إخوته وأقاربه.


الصالح أيوب

ومات في ٢١ رجب سنة ٦٣٥ فعين الجند والأمراء بعده ابنه الملك العادل، فأتى إلى مصر لكن لم تطل مدته، بل قبض عليه في ٨ ذي القعدة سنة ٦٣٧ بدسيسة أخيه الملك الصالح أيوب,ووصل الصالح إلى مصر في ٢٤ منه واستقرَّ بها، واستمرَّ الملك العادل مسجونًا إلى أن توفي سنة ٦٤٥ . وفي هذه الأثناء تقدم التتر في بلاد الإسلام، وامتلكوا جميع بلاد فارس.


ووصلت طلائعهم إلى العراق. وفي ١٠ جمادى الآخرة سنة ٦٤٠ توفي الخليفة المستنصر بالله أبو جعفر المنصور، وبويع بعده ابنه أبو أحمد عبد لله، ولقب المستعصم بالله، وهو الثامن والثلاثون من بني العباس بعد عبد لله بن المعتز، والسابع والثلاثون لو أسقط ابن المعتز من عدادهم، والمستعصم بالله هو آخر من ولي الخلافة الإسلامية من العباسيين ببغداد.


وفي خلافته انتصر الصالح أيوب على الإفرنج بقرب غزة سنة ٦٤٢ هجرية سنة ١٢٤٤ م، واستخلص مدينة القدس التي كان سلَّمها الملك الكامل إليهم سنة ٦٢٦ ، فحولوا أنظارهم إلى القطر المصري، وأتى إليه لويس التاسع  ملك فرنسا ٥ مايو ومعه جيش عظيم، واحتل ثغر دمياط بدون كثير عناء في ٢١ صفر سنة ٦٤٧ سنة ١٢٤٩، فتحصَّن الصالح أيوب في المنصورة لردهم عن القاهرة


وفي أثناء الاستعداد للقتال توفي الصالح في ليلة الأحد ١٤ شعبان سنة ٦٤٧ ؛ فأخفت زوجته شجرة الدر خبر موته إلى أن حضر من الشام ولده توران شاه الذي خلفه في ملك مصر، وفي أوائل محرم سنة ٦٤٨ أبريل سنة ١٢٥٠  انتصر المسلمون على الإفرنج بقرب المنصورة، وأخذوا ملك فرنسا أسيرًا مع كثير من أمراء الفرنساويين، وحجز الملك في دار فخر الدين بن لقمان يسمى صبيح,كذلك تم الانتهاء من الحروب الصليبية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم