قصة سيدنا ادم عليه السلام-صفات ادم عليه السلام وذريته وخلق حواء واحتجاج آدم وموسى عليهما السلام وفاته

 قصة سيدنا ادم عليه السلام-صفات ادم عليه السلام وذريته وخلق حواء واحتجاج آدم وموسى عليهما السلام وفاته

ملخص قصة سيدنا ادم عليه السلام و سيدنا ادم بعد نزوله للارض وذريته  وخلق حواء واحتجاج آدم وموسى عليهما السلام وفاته وكل هذا و اكثر في مقالي هذا.

 قصة سيدنا ادم عليه السلام

آدم عليه السلام هو أول نبي من أنبياء الله تعالى، وأبو البشر، خلقه الله -تعالى- بيديه، وعلّمه الأسماء كلها، ثم 
أمر الملائكة بالسجود له، وبعدها عاش آدم -عليه السلام- في الجنة، وخلق الله -تعالى- له زوجته حواء، وأباح لهما كل ثمار الجنة ونعيمها إلا شجرة واحدة، فوسوس لهما الشيطان فأكلا منها، فأنزلهما الله -تعالى- إلى الأرض وأمرهما بعبادته وحده لا شريك له ودعوة البشر إلى ذلك.

تعريف اسم ادم

آدم هو شخصية وردت في سفر التكوين، و‌العهد الجديد، و‌القرآن، كما ورد ذكره في كتاب مورمون و‌كتاب الإيقان. وفقاً لقصة بدء الخلق في الأديان الإبراهيمية، كان آدم أول إنسان. تعود أقدم رواية معروفة عن شخصية آدم من الديانة اليهودية في قصص الخلق في سفر التكوين الواردة في التناخ والعائدة للقرن الخامس قبل الميلاد، تم خلق آدم من قبل يهوه - إلوهيم ("يهوه-الله"، وهو الاسم القديم لله عند شعب بني إسرائيل)، رغم أن مصطلح "آدم" يمكن أن يشير إلى كلاهما الإنسان الأول وكذلك الخلق العام للبشر. تختلف الكنائس المسيحية حول نظرتها لتصرف آدم بعد عصيانه لله (غالباً ما يطلق عليه سقوط الإنسان)، وعواقب تلك الإجراءات على بقية البشرية. في بعض الأحيان تعاليم المسيحية واليهودية تُحمّل آدم وحواء (أول امرأة) مستوى مختلف من المسؤولية حول السقوط، على الرغم من أن التعليم الإسلامي يحمّل كلاهما على حد سواء مسؤولية السقوط. بالإضافة إلى ذلك يؤمن المسلمون بأن آدم سيُغفر لهُ في النهاية، في حين تؤمن المسيحية بأن آدم سيقع افتداءه في وقتٍ لاحق وذلك فقط عبر التضحية بيسوع. يُعتبر آدام أول نبي في ديانتي الإسلام والبهائية وفي بعض الطوائف المسيحية. في حين يرى اللادينيون أن ذلك يندرج تحت ما يسمونه أسطورة الخلق.

أبو البشرية سيدنا آدم عليه السلام

سيدنا آدم -عليه السلام- أبو البشرية، وأول الأنبياء، اسم يُغْني البشرية عن كثرة التفكير في ابتداء الحياة الإنسانية على هذه الأرض، ويُنهِي كثرة الافتراضات الفاسدة التي يختلقها الذهن البشري، نفَخَ الله فيه من روحه وابتدأت كل حركة للإنسان بعد ذلك؛ 

قال الله -تعالى- في القرآن الكريم:
{ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}[سورة التين، الآيات: 4-6].

دخل سيدنا آدم -عليه السلام- الجنة وعاش في نعيمها مع زوجه السيدة حواء يتقلب فيها حيث يشاء، وعدوُّه إبليس يتربص به ويوسوس إليه قائلاً: { هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ }[سورة طه، من الآية (120)]، فما زال به حتى أَكل هو وزوجُه من الشجرة { وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ }[سورة طه، من الآية (121)]. فأُهبطا من الجنة ليُنفذ قدر الله.

نبوة آدم عليه السلام

آدم -عليه السلام- هو أول البشر وأول الأنبياء، إلا أنه لم يَرِد في القرآن الكريم نصٌّ صريح بإضافة النبوة إلى سيدنا آدم -عليه السلام- كغيره من الأنبياء والرسل، بل إنَّ ما أُطلق عليه في القرآن الكريم هو وصْف الاصطفاء؛ { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا }[سورة آل عمران، من الآية رقم (33)].

 ورد ذكر قصة آدم -عليه السلام- في العديد من سور القرآن الكريم، حيث ذُكرت في سبعة مواضع في سورة البقرة، والأعراف، والحجر، والإسراء، والكهف، وطه، وص، وقد وردت أحداث القصة بدرجات متفاوتة من القِصر، والطول، والإيجاز، والإسهاب، والتفصيل، والاختصار، ولكن عند تجميع الأحداث تتشكل قصة مترابطة لا انقطاع فيها ولا اختلال، حيث تبدأ القصة بالحديث عن إرهاصات خلق الكائن الجديد وهو آدم عليه السلام، وبيان نوع المادة التي سيُخلق منها، ثم الاحتفاء به وأمر الملائكة بالسجود له، وبيان سجود الملائكة -عليهم السلام- له ورفض إبليس للأمر الإلهي، وتستمر الأحداث بالتسلسل إلى أن تنتهي بخروج آدم من الجنة وهبوطه إلى الأرض، وفيما يأتي تفصيل لقصة آدم عليه السلام.

 خلق آدم عليه السلام سبق خلق آدم -عليه السلام- إخبار الله -تعالى- ملائكته -عليهم السلام- بأنه سيخلق بشراً، وأنّ هذا المخلوق الجديد سيسكن الأرض، ويكون على رأس ذرية يخلف بعضهم بعضاً، فتساءلت الملائكة عن الحكمة من خلق آدم عليه السلام، فبيّن الله -تعالى- في القرآن الكريم استفسار الملائكة، حيث قال: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ
والظاهر من توقع الملائكة بأنّ ذرية آدم ستسفك الدماء وتُفسد في الأرض؛ لأنّ لديهم من الإلهام والبصيرة ما يكشف لهم شيئاً من فطرة المخلوق، أو أنّ لهم تجربة سابقة في الأرض، بالإضافة إلى أنّ فطرة الملائكة التي جُبلت على الخير المطلق لا تتصور غايةً للوجود إلا تسبيح الله -تعالى- وتقديسه، وذلك متحقق بوجودهم، وبعد ما أبداه الملائكة عليهم السلام من الحيرة بعد معرفة خبر خلق آدم، جاء الرد من رب العالمين حيث قال: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ).

  ثم بيّن الله -تعالى- للملائكة أنه سيخلق آدم -عليه السلام- من طين، وأنّه سينفخ فيه من روحه، وأمرهم بالسجود تكريماً له عند خلقه، وبعدها جُمع من تراب الأرض الأحمر، والأصفر، والأبيض، والأسود، ثم مُزج التراب بالماء فأصبح صلصالاً من حمأ مسنون، ثم تعفن الطين وانبعثت منه رائحة، ممّا جعل إبليس يتعجب ويتساءل ماذا سيكون هذا الطين، ثم جاء اليوم المُرتقب حيث سوّى الله -تعالى- آدم بيديه،
 ثم نفخ فيه من روحه فتمّ بذلك خلقه، ودبّت فيه الروح، وفي تلك اللحظة سجد الملائكة كما أمرهم ربهم -عز وجل- إلا إبليس الذي أعمى الكِبر والغرور بصيرته، فرفض السجود لآدم، فوبّخ الله -تعالى- إبليس، حيث قال له: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ)، ولم يرتدع إبليس بعِظم الذنب الذي ارتكبه بعصيان أمر الله تعالى، بل أصرّ واستكبر وردّ بمنطق الحسد والكبر قائلاً: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ

 في تلك اللحظة صدر أمر الله -تعالى- بلعنة إبليس وطرده من رحمة الله -تعالى- إلى يوم القيامة، حيث قال تعالى: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ* وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ)،هناك امتلأ قلب إبليس بالحقد على آدم وذريته، وأصبح همّه الانتقام منه، فطلب من الله -تعالى- تأخيره إلى يوم القيامة، وشاءت حكمة الله -تعالى- إجابته فيما طلب، فأفصح إبليس عن هدفه في الانتقام حيث قال: (فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ

 ثم أسكن الله -تعالى- آدم -عليه السلام- الجنة وخلق له زوجته حواء. خروج آدم من الجنّة واستخلافه في الأرض بعد خلق الله -تعالى- لحواء زوجةً لآدم عليه السلام، وبعد إسكانهما الجنة يتنعّمان فيها بنعيم كثير، أمر الله -تعالى- آدم وزوجته بعدم تناول فاكهة شجرة واحدة في الجنة، والاستمتاع بكلّ ما تبقّى من النعيم، ففي الجنة أصناف لا تُعدّ من الطعام، وشراب لذيذ متى ما عطش آدم -عليه السلام- شرب منه، ولا حرّ فيها ولا شمس، وحذّر الله -تعالى- آدم -عليه السلام- من اتباع وساوس إبليس وأوامره، فقال -تعالى- في مُحكم كتابه الكريم: (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى).

 فإبليس طُرد من الجنة وبالتأكيد لن يُريد لآدم -عليه السلام- إلا الشرّ، وقد سبق أن توعّد إبليس بإغواء آدم -عليه السلام- وذريته حتى يحشرهم الله يوم القيامة.

 وذات يوم وسوس إبليس لآدم -عليه السلام- ليأكل من ثمر هذه الشجرة، وكانت الوسوسة قائمة على إقناع آدم -عليه السلام- بأنّ تناول ثمار هذه الشجرة سيجعله خالداً مع مُلكٍ لا ينفد ولا يبلى، وعلى الرغم من عبادة آدم -عليه السلام- لله تعالى، إلا أنّه ضعف لوسوسة الشيطان آنذاك وامتثل لأمره، فأكل من الشجرة، ومصداق ذلك ما جاء في قول الله تعالى: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ* فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ).
 ويجدر بالذكر أنّ هذا الأمر قد كتبه الله -تعالى- على آدم -عليه السلام- قبل خلقه، ولكنّ قيامه بذلك كان تخييراً لا تسييراً، وكان الردّ من الله -عزّ وجلّ- أن يُخرج آدم -عليه السلام- وزوجته من الجنة، ويُنزلهما إلى الأرض، حيث الحياة الدنيا، حياة الشقاء والكدح والعمل، يسعى الإنسان فيها ليحصل على الرزق، ويتعب ويشقى ليعيش فيها، وكما هو معلوم فإنّ هذه الحياة حياة النِّزاع مع الشيطان ومحاربة الهوى والشهوات، فالإنسان في الدنيا مُخيّر أن يسير أحد في أحد طريقين؛ إمّا طريق الخير والفلاح وإمّا طريق الشر والخسران.


احتجاج آدم وموسى عليهما السلام

قال رسول الله ﷺ:
« احتج آدم وموسى، فقال موسى لآدم: يا آدم أنت الذي أدخلت ذريتك النار. فقال آدم: يا موسى اصطفاك الله برسالاته، وبكلامه، وأنزل عليك التوارة، فهل وجدت أن أهبط؟ قال: نعم. قال: فحجه آدم ». وهذا على شرطهما، ولم يخرجاه من هذا الوجه.
وفي قوله: أدخلت ذريتك النار، نكارة.

فهذه طرق هذا الحديث، عن أبي هريرة، رواه عنه حميد بن عبد الرحمن وذكوان أبو صالح السمان، وطاووس ابن كيسان، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعمار بن أبي عمار، ومحمد بن سيرين، وهمام بن منبه، ويزيد بن هرمز، وأبو سلمة بن عبد الرحمن.
وقد رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في (مسنده)، من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال:
حدثنا الحارث بن مسكين المصري، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه عن عمر بن الخطاب، عن النبي ﷺ قال:

« قال موسى عليه السلام: يا رب أرنا آدم الذي أخرجنا، ونفسه من الجنة، فأراه آدم عليه السلام.
فقال: أنت آدم؟
فقال له آدم: نعم.
قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وعلمك الأسماء كلها؟
قال: نعم.
قال: فما حملك على أن أخرجتنا، ونفسك من الجنة؟
فقال له آدم: من أنت؟
قال: أنا موسى.
قال: أنت موسى نبي بني إسرائيل، أنت الذي كلمك الله من وراء الحجاب، فلم يجعل بينك وبينه رسولًا من خلقه؟
قال: نعم.
قال: تلومني على أمر، قد سبق من الله عز وجل القضاء به قبل.
قال رسول الله ﷺ: فحج آدم موسى، فحج آدم موسى ».


تعلُّم الأسماء

بعد استواء خلق آدم علمه الله تعالى أسماء كل شيء، ثم أمره أن يسلم على نفر من الملائكة وينظر ما يقولون، فسلم عليهم، فردوا عليه بقولهم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فقال هذه تحيتك وتحية ذريتك، ثم أراه الله تعالى ذريته، وفيهم رجال في أفواههم النور ، فأعجبه نور أحدهم، فسأل عنه، فقال له الله تعالى إن هذا ابنك داوود، فقال آدم، فكم جعلت له من العمر، فقال الله جعلت له ستين سنة، فسأله آدم أن يعطيه من عمره 40 سنة ليكملها بمئة.

ثم أراد الله تعالى أن يبين للملائكة أنهم لا يعلمون الكثير من علمه تعالى حينما سألوا عن سبب خلق آدم، فسألهم عن أسمائهم فلم يعرفوها فقال الله تعالى (يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) وعندئذ أدركوا أن العلم الذي تميز به آدم هو سر استخلاف الله له في الأرض، وهذا درس يعلمنا الله تعالى به أين يكمن الخير، ولعله يرى الأمر شراً في ظاهره فيكون فيه الخير الكبير.


خلق حواء

بعد فترة من الزمن استوحش آدم عليه السلام وأحس بالوحدة، فخلق الله تعالى له من ضلعه زوجه حواء فكانت أنيسه الذي يسكن إليه، فأسكنهما الله تعالى الجنة التي لا يجوع فيها أحد ولا يعطش ولا يعرى، وسمح لهما بالأكل من ثمارها، والسير في أرجائها، لكنه نهاهما أن يقتربا أو يأكلا من إحدى الأشجار الموجودة في الجنة، اختباراً لهما في الطاعة وامتثال المأمور، واجتناب المنهي، وحذرهما من إبليس ومكره وحرصه على أن يُخرجهما من الجنة، وبين أنه عدو لهما.


الخروج من الجنة

عاش آدم مع زوجته يتنعمان في الجنة وأنهارها وفواكهها وأشجارها، فجاءهما إبليس ووسوس لهما بأن هذه الشجرة شجرة الخلود والملك الأبدي، (قَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أو تكونا مِنَ الْخَالِدِين). نصحهما بأن يأكلا منها ليكون لهما الخلد الأبدي، فأزلهما فاتبعوه في ما زين لهما، فأكلت حواء من الشجرة ثم أكل منها آدم عليه السلام، وما إن فعلا ذلك حتى سقطت ملابسهما وبدت سوءاتهما وأخذ آدم وحواء يقطعان من ورق أشجار الجنة ليسترا ما ظهر من سوءاتهما، (وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ).

في ذاك الحين ندم آدم على ما فعل من معصية الله تعالى واتباع الشيطان، واستغفر ربه طالبا منه العفو والرحمة مما عصا وجانب أمره، فغفر الله تعالى له وهو الغفور الرحيم الذي يقبل التوبة من عباده، ولكنه أخرجهما من الجنة إلى الأرض، ومن دار النعيم إلى دار الشقاء وكان ذلك يوم الجمعة.


ذريته

عاش آدم في الأرض مع حواء، وأنجبا ذرية كثيرة، وكانت تلد في كل مرة توأماً ذكراً وأنثى وكان شرعه أن الابن لا يجوز له أن يتزوج ممن ولدت معه، ولكن يتزوج ممن ولدت من حمل آخر. وهو السبب الذي دفع قابيل لقتل أخيه هابيل، لأن أخته أجمل من أخت هابيل، فلم يرد أن يزوجها منه، وغار منه ، إذ كان هابيل إلى جانب ذلك رجلاً صالحاً ينفق من أجود أمواله من الغنم، فيتقبل الله تعالى ما يقدمه من القرابين، أما قابيل فكان يخرج أردأ ما كان عنده من الزرع والثمار، فلا يتقبل منه، فدخل الحسد والغيرة قلبه وعمد إلى صخرة فرضّ فيها رأس أخيه لتكون أول جريمة في تاريخ البشرية.

وبعد أن عاش آدم عليه السلام 960 عاماً ورأى من ذريته 40 ألفاً جاءت الملائكة لتقبض روحه، فذكر أن الله تعالى أعطاه 1000 سنة فذكرته الملائكة بما كان من أمره في الجنة من سؤاله الله تعالى أن يعطي 40 سنة من عمره لابنه داوود فأنكر ذلك ونسي فنسيت أمته.


وفاته

 لقبض روحه عليه السلام، حضرت الملائكة يوم الجمعة، وجاؤوا إليه فعرفتهم حواء واحتمت بآدم الذي قال لها خلي بيني وبين ملائكة ربي، فقبضوا روحه وغسلوه وكفنوه وحنطوه وحفروا له لحداً وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره، وحثوا عليه التراب، ثم قالوا يا بني آدم هذه سنتكم أي الكيفية التي تدفنون فيها موتاكم.




1 تعليقات

أحدث أقدم