الكبائر- أعظم الكبائر هي كبيرة الشرك بالله

الكبائر- أعظم الكبائر هي كبيرة الشرك بالله


الشرك بالله اعظم و اكبر الكبائر عندا الله و حيث يوجد  صور كثيره للشرك بالله
عباد الله، اتقوا الله في الورود والصَدَر، وراقبوه فيما بطن من الأمور وظهرها، واعبدوه حق عبادته ، واشكروا نعمه فقد تكفّل بالمزيد لمن شكر، وخافوا مقامه واحذروا بطشه كل الحذر، قال سبحانه تعالى (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران:102].

أيها المسلمون، إن من أظلم الظلم وأعظم الإثم الإشراك بالله، وصرف خالص حقه لغيره، وعدل غيره به، (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) [المائدة:72].
ويقول جل وعلا: (فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرّجْسَ مِنَ ٱلأوْثَـٰنِ وَٱجْتَنِبُواْ قَوْلَ ٱلزُّورِ *حُنَفَاء للَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَاء فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ أَوْ تَهْوِى بِهِ ٱلرّيحُ فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ) [الحج:30، 31].

عباد الله، احذروا الشرك وطبائعه، ووسائله وذرائعه، واعلموا أن العلم به طريق الخلاص منه، يقول حذيفة بن اليمان: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم  عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني. متفق عليه.

صور واشكال الشرك بالله احذر

أيها المسلمون، إن مما يؤسف له وقوع بعض المسلمين ممن قصر في باب العلم باعهم، وقلّ في شرع نبيهم محمد صلى الله عليه و سلم  نظرهم واطلاعهم، وقوعهم فيما يناقض أصل التوحيد المقصود، أو كماله المنشود، مما يوجب التنويه والتنبيه على مسائل وأحكام في توحيد العبادة والطاعة للملك العلام، جاءت براهين القرآن الساطعة.

 وحجج السنة القاطعة ببيانها أيما بيان، وإيضاحها بما يروي الظمآن، ويغيث اللهفان، ويهدي الحيران، ويظهر أولياء الرحمن على أولياء الشيطان، قال تعالى (وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَـٰكَ بِٱلْحَقّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً)[الفرقان:33]. ومن مثل هذه الصور و الاشكال للشرك بالله.

التحذير من الحلف بغير الله ومن الألفاظ الشركية

أيها المسلمون، إن من تحقيق التوحيد الاحتراز من الشرك بالله في الألفاظ والمباني، حتى ولو لم يُقصد قبيح المعاني، والحلف بغير الله شرك أصغر، وصاحبه على إثم وخطر، وإذا قام بقلب الحالف أن المحلوف به يستحق التعظيم كما يستحق الله صار شركاً أكبر، يقول رسول الهدى صلى الله عليه و سلم: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)) أخرجه أحمد، وقال عليه الصلاة والسلام: ((لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد، ولا تحلفوا إلا بالله، ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون)) أخرجه أبو داود.

فلا يجوز الحلف بنبي أو ولي أو جني أو الكعبة أو الشرف أو الحياة، ولا يجوز الحلف إلا بالله أو أسمائه أو صفاته، ومن حلف بغير الله وجب عليه التوبة وعدم العودة.

فقد أخرج النسائي عن سعد بن أبي وقاص قال: كنا نذكر بعض الأمر وأنا حديث عهد بالجاهلية؛ فحلفت باللات والعزى فقال لي أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم: بئس ما قلت، ائت رسول الله  صلى الله عليه و سلم فأخبره، فإنا لا نراك إلا قد كفرت، فأتيته فأخبرته، فقال لي: ((قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ثلاث مرات، وتعوذ بالله من الشيطان ثلاث مرات، واتفل عن يسارك ثلاث مرات، ولا تعد له)).

أيها المسلمون، اجتنبوا الألفاظ الشركية المستشنعة، والكلمات المنهية المستبشعة، المقتضية مساواة الخالق بالمخلوق، كقول: ما شاء الله وشئت، ومالي إلا الله وأنت، وتوكلت على الله وعليك، وما جاء في معناها.

 ففي مسند الإمام أحمد أن رجلاً قال للنبي  صلى الله عليه و سلم: ما شاء الله وشئت فقال صلى الله عليه و سلم: ((أجعلتني لله نداً؟! بل ما شاء الله وحده)).

عباد الله، توسلوا إلى الله بأسمائه الحسنى وصفات العلى، توسلوا إليه بإظهار حاجتكم وضعفكم وافتقاركم إليه جل وعلا، توسلوا إليه بالعمل الصالح الحميد، وأعظمه تجريد التوحيد من ألوان الشرك والتنديد.

توسلوا إليه بالتوسلات المشروعة، وإياكم والألفاظ المبتدعة والتوسلات المخترعة، التي هي من ذرائع الإشراك برب الأملاك والأفلاك، كالتوسل بجاه النبي صلى الله عليه و سلم  أو حرمته أو بركته أو حقه، أو حق   الأولياء، أو غير ذلك من التوسل الممنوع والدعاء غير المشروع.

التحذير من التمائم والعزائم

أيها المسلمون، احذروا ما يفعله بعض العوام من التعلق بالتمائم والعزائم، فيلبسون الحلق والخيوط، وينظمون الودعات، ويعلقون الحروز والعظام والخرزات، ويحملون أنياب الذئاب وجلود الحيوانات، يعلقونها على الرقاب والدواب والأبواب، معتقدين دفعها الضراء وبوائق اللألواء، ورفعها البأساء وطوارق البلاء، ومنعها عين العائنين وحسد الحاسدين.

وكل ذلك من الإشراك الموقع في الردى والهلاك؛ لأن الذي يجب أن يلجأ إليه، وأن تنزل المهمات والملمات عليه، إنما هو الله جل في علاه: (وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرّ فَلاَ كَـٰشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلّ شَىْء قَدُيرٌ ،‘‘وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ) [الأنعام:18].

أيها المسلمون، إن تلك الخرافات والمعلقات لا تعصم من الآفات، ولا تحمي من الأمراض والبليات، والواجب نبذها ونزعها وطرحها وقطعها، فعن عمران بن حصين أن النبي  صلى الله عليه و سلم  أبصر على عضد رجل حلقةً من صفر، فقال: ((ما هذه؟)) قال: من الواهنة، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((أما إنها لا تزيدك إلا وهناً، انبذها عنك، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً)) رواه أحمد.

وقال عليه الصلاة والسلام: ((من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)) رواه أحمد، وله أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه و سلم  أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد، فقالوا: يا رسول الله، بايعت تسعة وتركت هذا! فقال صلى الله عليه و سلم: ((إن عليه تميمة))، فأدخل يده فقطعها فبايعه ـ بأبي   هو وأمي ـ صلوات الله وسلامه عليه، وقال: ((من علق تميمة فقد أشرك)).

ورُوي أن حذيفة بن اليمان
رأى رجلاً وفي يده خيط من الحمى رُقي له فيه، فقطعه حذيفة وقال: (لو مت وهو عليك ما صليت عليك)، وتلا قوله تعالى:   (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ) [يوسف:106].

التحذير من السحرة والعرافين

أيها المسلمون، إياكم والذهاب إلى السحرة والكهان والمشعوذين والرَمَّالين والعرافين والمنجمين، وأهل الأبراج وقراءة الكف والفنجان والحازرين، الذين يدعون علم المغيبات، والكشف على المضمرات، فإنهم أهل غش وتدليس، وخداع وتلبيس، ونمنمات وتمتمات، وخرافات وخزعبلات، واستعانة بالجن واستغاثات، وحُجب تحوي حروفاً وأرقاماً وإشارات.

 بل إنهم يطلبون ممن يأتيهم ذبح حيوانات بألوان وصفات، يلطخون بدمها الأجساد والحيطان والعتبات، وهم في ذلك يتقربون للجان، ويعبدون الشيطان، ويشركون بالرحمن، وقد قال:  صلى الله عليه و سلم ((لعن الله من ذبح لغير الله)) رواه مسلم.

ومن تلبيسهم وتدليسهم إعطاؤهم من يأتي إليهم أشياء تدفن وتغرق، وأخرى تسجر وتحرق، إلى غير ذلك من دخائلهم الكدرة، ودفائنهم القذرة، فاحذروا عباد الله إتيانهم أو سؤالهم أو تصديقهم، فقد قال الصادق المصدوق  صلى الله عليه و سلم: ((من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)) رواه مسلم، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد )) رواه أحمد، وعن عمران بن حصين مرفوعاً: ((ليس منا من تطير أو تُطير له، أو تكهن أو تُكهن له، أو سحر أو سُحر له)) رواه البزار.

حماية جناب التوحيد

أيها المسلمون، حافظو على صفاء التوحيد من الشرك، وكونوا من ملوثات الشرك على حذر، واعلموا أنه لا يجوز التبرك بشجرٍ أو قبرٍ أو حجرٍ، أو بقعة أو غارٍ أو عينٍ أو أثر، فعن أبي واقد الليثي قال أنهم خرجوا من مكة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم  إلى حُنين.

وكان للكفار سدرة يعكفون عندها، ويعلقون بها أسلحتهم أي تبركاً بها يقال لها: ذات أنواط، فمروا بسدرة خضراء عظيمة، فقالوا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى:

(ٱجْعَلْ لَّنَا إِلَـٰهًا كَمَا لَهُمْ ءالِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) [الأعراف:138]،
إنها لسنن، لتركبن سنن من كان قبلكم سنة سنة)) رواه أحمد وغيره.

التحذير من التبرك غير المشروع

أيها المسلمون، اعلموا أنه لا يجوز التبرك بقبر النبي محمد صلى الله عليه و سلم  ، ولا مكان ولادته، ولا غيره من الأنبياء، ولا يجوز التبرك بذوات الصالحين وآثارهم وثيابهم ومواطن عبادتهم، ولا يجوز التبرك بجدران المساجد أو ترابها أو أبوابها بتقبيلها أو التمسح بها، حتى ولو كان المسجد الحرام أو مسجد المصطفى  صلى الله عليه و سلم.

 ويُشرع تقبيل الحجر الأسود، ويُشرع مسح الركنين اليمانيين الحجر الأسود والركن اليماني، لقول ابن عمر رضي الله عنهما: لم أر النبي صلى الله عليه و سلم  يمسح من البيت إلا الركنين اليمانيين. متفق عليه.

اولا يُقصد بذلك التبرك بهما، وإنما يقصد التعبد والاتباع، كما قال عمر بن الخطابرضى الله عنه: (والله إني لأقبلك، وإني أعلم أنك حجر، وأنك لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم  قبلك ما قبلتك) رواه مسلم.
وبالجملة فلا يجوز التبرك بشيء إلا بدليل من كتاب الله أو سنة رسوله  صلى الله عليه و سلم يدل على جواز التبرك به.

التحذير من دعاء غير الله

أيها المسلمون، إن من الإشراك الموقع في الردى والهلاك الاستغاثة بالأموات ودعاءهم ونداءهم وسؤالهم قضاء الحاجات، وتفريج الشدائد والكربات، والتقرب لهم بالذبح والنذور، وبالطواف على القبور، وبتقبيل الأعتاب والجدران والستور، وبالعكوف عندها وجعل السدنة والحجاب عليها، إلى غير ذلك مما هو من عمل عباد الأوثان وأولياء الشيطان، وهو من الشرك الأكبر، المحبط للعمل المصادم لكتاب الله وسنة سيد البشر  صلى الله عليه و سلم، يقول جل وعلا:( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَـٰفِلُونَ ،،،وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمْ كَـٰفِرِينَ)، [الأحقاف:5، 6]،

 ويقول تبارك وتعالى: (ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ،،،إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا ٱسْتَجَابُواْ لَكُمْ وَيَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـكُمْ وَلاَ يُنَبّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) [فاطر:13، 14].

بدعة البناء على القبر

أيها المسلمون، إن الغلو في قبور الأنبياء والصالحين باتخاذ المساجد والقباب عليها وتزيينها وجعل الستور عليها من كبائر الذنوب ووسائل الشرك؛ لما ينتج عن ذلك من تصييرها أوثاناً تعبد من دون الله.

وفي البخاري أن عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما قالا: لما نزل برسول الله صلى الله عليه و سلم الموت طفق يطرح خميصة على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: ((لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) يحذر ما صنعوا، وقال عليه الصلاة والسلام: ((إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد)) رواه أحمد.
أيها المسلمون، إن البناء على القبوروالكتابة عليها أمر غير مشروع، وفي ديننا مرفوض وممنوع، فعن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه و سلمأن يُجصص القبر وأن يُقعد عليه وأن يبنى عليه. رواه مسلم.

وزاد الترمذي . وفي صحيح مسلم أن علي بن أبي طالب رضى الله عنه قال لأبي هياج الأسدي: ألا أبعثك   على ما بعثني عليه رسول الله  صلى الله عليه و سلم؟! أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته.

عباد الله، إن قصد عبادة الله عند قبر نبي أو ولي وسيلة من وسائل الشرك، ومن اتخاذها مساجد، حتى ولو لم يبن عليها مسجد، ولذا لا يُشرع الدعاء عند القبور ولا عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم  ، وليس ذلك من مواطن الإجابة، فقد روى أبو يعلى والحافظ الضياء في المختارة أن علي بن الحسين رضي الله عنهما رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم  ، فيدخل فيها فيدعو، فنهاه وقال: ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله  صلى الله عليه و سلم ؟! ((لا تتخذوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبوراً، وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم)).

ختاما
جعلني الله وإياكم من الهداة المهتدين، المتبعين لسنة سيد المرسلين، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

1 تعليقات

  1. اللهم اعوذ بك أن أشرك بك شيء أعلمه و استغفرك لما لا اعلمه

    ردحذف
أحدث أقدم